أرشيف المقالات

معنى اسم الله ذي الفضل

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2معنى اسم الله ذي الفضل   الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (ذي الفَضْلِ) [1]: الفَضْلُ والفَضِيلَةُ: خلافُ النَّقصِ والنَّقيصَةِ. والإِفْضَالُ: الإِحسانُ. ورجلٌ مِفْضَالٌ وامرأةٌ مِفضالةٌ على قومِها، إذا كانت ذاتَ فَضْلٍ سمحةً. وأفْضَلَ عليه وتفضَّل، بمعنًى. والمتُفَضِّلُ أيضًا: الذي يدَّعي الفَضْلَ على أقرانِهِ، ومنه قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾ [المؤمنون: 24]. والفَوَاضِلُ: الأيادي الجميلةُ[2]. وقال الراغبُ الأصبهانيُّ: «الفَضْلُ: الزِيادةُ عن الاقتصارِ، وذلك ضَرْبان: محمودٌ، كفضلِ العِلمِ والحِلْمِ. ومَذْمومٌ كفَضْلِ الغضبِ على ما يجبُ أَنْ يكونَ عليهِ. والفضلُ في المحمودِ أكثرُ استعمالًا، والفُضُول في المذمومِ»[3].   وُرُودُهُ فِي القرآنِ الكريمِ: وَرَدَ اثنتي عشْرَةَ مرّةً في الكتاب منها: قوله سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]. وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].   مَعْنَى الاسمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى: قال ابنُ جرير: «وأما قوله ﴿ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]، فإنَّه خبرٌ من الله جلَّ ثناؤه عن أَنَّ كلَّ خيرٍ ناله عبادهُ في دينِهم ودُنياهُم؛ فإنه مِنْ عندهِ ابتداءً وتفضُّلًا منه عليهم، مِنْ غير استحقاقٍ منهم ذلك عليهِ، وفِي قوله: ﴿ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [البقرة: 105]، تعريضٌ مِنَ اللهِ تعالى ذِكرُه بأهلِ الكتابِ أَنَّ الذي آتى نبيَّهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به مِنَ الهدايةِ تَفَضُّلٌ مِنْهُ، وأَنَّ نِعَمَهُ لَا تُدْركُ بالأَمَانِيِّ، ولكِنَّها مَوَاهِبُ منه يَخْتصُّ بها مَن يشاءُ مِنْ خَلْقِه»[4]. وقال الحَلِيمِيُّ: «ومنها (ذو الفضل): وهو المنُعمُ عما لا يلزمه»[5].   وقال القرطبي بعد ذِكْرِه لمعنى الاسمِ لُغةً: «فالله سبحانه ذو الفَضْلِ العظيمِ، والإحسانِ العميمِ، أعطى خَلْقَه ما لا يَلْزَمُهُ، وتفضَّل عليهم بما لا يَجبُ عليه، فسُبحانه مِنْ كريمٍ رؤوفٍ رحيمٍ، تفَضَّل على جميعِ خلقِهِ بنعمتِهِ، وعلى المؤمنين بدارِ كرامتِهِ، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]»[6].


[1] النهج الأسمى (2/ 351 - 355). [2] الصحاح (5/ 1791)، واللسان (5/ 3428 - 3429) مادة: (ف ض ل)، وانظر: الكتاب الأسنى (ورقة 413 أ - ب). [3] المفردات (ص: 381). [4] جامع البيان (1/ 378). [5] المنهاج (1/ 208)، وذَكَرَهُ ضمْن الأسماء التي تتبع إثباتَ التدبير له دون ما سواه، ونقَلَه البيهقيُّ الأسماء (ص: 88). [6] الكتاب الأسنى (ورقة 413 ب).



شارك الخبر

المرئيات-١