أرشيف المقالات

حكم الله بكفرهم وأخبر ببغضهم فما ظنك بحالهم عنده يوم يلقونه؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حكم الله بكفرهم وأخبر ببغضهم فما ظنك بحالهم عنده يوم يلقونه؟
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ......
﴾، لتعلم ما لطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهمية في دين الله تعالى، ولتعلم ما للسنة من مكانة في التشريع!
 
فإن طاعة الرسول طاعة لمن أرسله، كما أن معصيته معصية لمن أرسله، وأوجب الله تعالى على المؤمنين طاعته، فقال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64]، ومن ذلك أن الله تعالى علق الهدى على طاعته؛ فقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54].
 
وحذَّر تعالى من مغبَّة مخالفة أمره، فقال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
 
تأمل تلك النصوص، وتأمل حال أولئك الذين أعلنوا الحرب على السنة النبوية، ونبذوها وراءهم ظهريًّا، استغناءً بالقرآن عنها بزعمهم، فلا هم أطاعوا الله تعالى إذ أمرهم في كتابه بطاعة رسوله، ولا هم تأدبوا مع رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ بلغتهم سنته، ثم تأمل ذلك الوعيد الذي يتضمنه قَولُه تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]؛ أي: ليس من شأنك أن تحاسبهم، بل مرجعهم إلينا، وحسابهم علينا، وإذا علمت أن الله تعالى حكم بكفرهم، وأخبر ببغضهم، فما ظنك بحالهم عنده يوم يلقونه؟ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32].

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن