من أحكام الجنائز


الحلقة مفرغة

الحمد لله المتفرد بالبقاء، ذي العزة والكبرياء، كتب مقادير الخلائق وأقسامها، وقدَّر أمراضها وأسقامها، سبحانه وبحمده له ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، رحمة من لدنه وفضلاً، وحكمة منه وعدلا.

أحمده سبحانه وأشكره على حلو القضاء ومره، وأعوذ به من سطوته ومكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مستزيداً من إحسانه وبره.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أحاطه ربه بتأييده ونصره، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون! الدور ثلاث:

أولاً: دار الدنيا.

ثانياً: دار البرزخ.

ثالثاً: دار الآخرة.

وابن آدم: روح وجسد، والدار الآخرة هي دار القرار التي يقوم فيها الناس لرب العالمين.

والنعيم المقيم، والعذاب الأليم، على الأرواح والأجساد، والقبر آخر منازل الدنيا وأول منازل الآخرة، وهو: (إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار ) وشدته أمارة للشدائد كلها، وما يراه العبد فيه عنوان ما يصل إليه.

حقيقة الموت

والموت ليس عدماً محضاً، ولا فناءً صلفاً؛ ولكنه تبدل حال، وانتقال من دار إلى دار، وقد قال عزَّ وجلَّ: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:2]، قال بعض أهل العلم: قدَّم ذكر الموت على الحياة تنبيه إلى أنه يتوصل به إلى الحياة الحقيقية، وقد قال عز شأنه: وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:64].

المصائب وتذكر الموت

إن حقاً على العاقل اللبيب النظر والتفكر، والمحاسبة والتدبر، فكأس المنايا تذوقها حتمٌ على كل حي، فهل ينتظر الصحيح إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على هذا مضت الخلائق، وعلى هذا جُبِلَت الدنيا اجتماع وفرقة، محيا وممات كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27]، وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [فاطر:11].

والمصائب خطبٌ موجع، والمنايا حولٌ مفجع، والغنيمة بالصبر والرضا وحسن الظن والاستعداد؛ حتى قال بعض السلف: "لولا المصائب لضربنا القيامة مفاليس".

والمرء إذا مات سلا عنه أحبابه، ونسيه أصحابه، وذهل عنه من أنفق عمره في محبته، وأتعب نفسه في ملاطفته.

فإذا تذكر الموت متذكر فليكن تذكره لا من أجل فراق الأحباب والأصحاب؛ ولكن من أجل فراق العمل لدار القرار، والزاد للمنقلب والمصير، فمن نظر نظرة استعداد وعمل زاد في الجد والعمل، ومن نظر نظرة فراق وحزن ساءت حاله وزادت حسراته.

أيها الإخوة! وهذه وقفة تذكرٌ وتذكير بحال المسلم وهو يودِّع دار الدنيا ويُقبِل على ربه، فهذه الجنائز تمر على الأسماع والأشخاص وقليل من يدكر، وقفة مع أحكامها وآدابها وحكمها وعبرها؛ فدينكم دين الإسلام لم يترك شاذة ولا فاذة إلا وضحها وبينَّها في حكمها وأحكامها وعبرها وأسرارها.

وفي هذا المقام يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا أفضل الهدي، فهو يشتمل على الإحسان إلى الميت، ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة الحي العبودية لله وحده فيما يُعامل به الميت، وتجهيز المنتقل إلى الله على أحسن أحواله؛ فالمسلمون يقفون صفوفاً يحمدون الله ويستغفرونه لميتهم، ويسألون الله له الرحمة والمغفرة والتجاوز عنه، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه قبره، ثم يسألون له التثبيت، فهو أحوج ما يكون إليه، ثم يتعاهدوه له بالزيارة في قبره، بالسلام عليه، والدعاء له، كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا" أ.هـ

والموت ليس عدماً محضاً، ولا فناءً صلفاً؛ ولكنه تبدل حال، وانتقال من دار إلى دار، وقد قال عزَّ وجلَّ: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:2]، قال بعض أهل العلم: قدَّم ذكر الموت على الحياة تنبيه إلى أنه يتوصل به إلى الحياة الحقيقية، وقد قال عز شأنه: وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت:64].

إن حقاً على العاقل اللبيب النظر والتفكر، والمحاسبة والتدبر، فكأس المنايا تذوقها حتمٌ على كل حي، فهل ينتظر الصحيح إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على هذا مضت الخلائق، وعلى هذا جُبِلَت الدنيا اجتماع وفرقة، محيا وممات كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27]، وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [فاطر:11].

والمصائب خطبٌ موجع، والمنايا حولٌ مفجع، والغنيمة بالصبر والرضا وحسن الظن والاستعداد؛ حتى قال بعض السلف: "لولا المصائب لضربنا القيامة مفاليس".

والمرء إذا مات سلا عنه أحبابه، ونسيه أصحابه، وذهل عنه من أنفق عمره في محبته، وأتعب نفسه في ملاطفته.

فإذا تذكر الموت متذكر فليكن تذكره لا من أجل فراق الأحباب والأصحاب؛ ولكن من أجل فراق العمل لدار القرار، والزاد للمنقلب والمصير، فمن نظر نظرة استعداد وعمل زاد في الجد والعمل، ومن نظر نظرة فراق وحزن ساءت حاله وزادت حسراته.

أيها الإخوة! وهذه وقفة تذكرٌ وتذكير بحال المسلم وهو يودِّع دار الدنيا ويُقبِل على ربه، فهذه الجنائز تمر على الأسماع والأشخاص وقليل من يدكر، وقفة مع أحكامها وآدابها وحكمها وعبرها؛ فدينكم دين الإسلام لم يترك شاذة ولا فاذة إلا وضحها وبينَّها في حكمها وأحكامها وعبرها وأسرارها.

وفي هذا المقام يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا أفضل الهدي، فهو يشتمل على الإحسان إلى الميت، ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده، وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه، وعلى إقامة الحي العبودية لله وحده فيما يُعامل به الميت، وتجهيز المنتقل إلى الله على أحسن أحواله؛ فالمسلمون يقفون صفوفاً يحمدون الله ويستغفرونه لميتهم، ويسألون الله له الرحمة والمغفرة والتجاوز عنه، ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه قبره، ثم يسألون له التثبيت، فهو أحوج ما يكون إليه، ثم يتعاهدوه له بالزيارة في قبره، بالسلام عليه، والدعاء له، كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا" أ.هـ

ومن أجل مزيد تفصيل في ذلك أيها المسلمون! فإن أول ما يُنبه إليه من الآداب والأحكام: أن يتعاهد المريض في مرضه؛ فيُؤمر بالصبر على ما أصابه، والرضا بقدر الله وإحسان الظن بربه، فذلك حال المؤمن (فأمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، ولا يكون ذلك إلا للمؤمن ) ويكون على حال من الخوف والرجاء يخاف عقاب الله بسبب ذنبه وتقصيره، ويرجو رحمته بما يعلم من سعة رحمة ربه.

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على شابٍ وهو في مرض الموت، فقال: (كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله إني لأرجو الله وإني لأخاف ذنوبي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنَّه مما يخاف ).

وليؤدِّ الحقوق إلى أصحابها إذا تيسر ذلك وإلا فليوص بها، وتوشك المنايا أن تسبق الوصايا، وإذا كان عنده فضل مال فليوص بالثلث فأقل للأقربين من غير الوارثين، ولمن أحب من المسلمين ووجوه الخير، وكم هو جميل أن يحتاط المرء لنفسه فيجعل من وصيته أن يجهز ويدفن على السنة؟ وقد قال حذيفة رضي الله عنه: [[إذا أنا مت فلا تؤذنوا بي أحداً فإني أخاف أن يكون نعيا، وأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعي ]] وقال الإمام النووي -رحمه الله-: ويستحب له استحباباً مؤكداً أن يُوصيهم باجتناب ما جرت به العادة من البدع في الجنائز.

ويؤكد العهد بذلك: وإذا حضره الموت فعلى من حضره من أهله أو غيرهم تذكيره بالآخرة وأمره بالتوبة برفق وتلطف ويلقنه الشهادة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله )، ( ) ويدعون له ولا يقولون إلا خيراً، فقد جاء في الخبر: (إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يُؤمنون على ما تقولون ).

فإذا قضى وأسلم الروح؛ فتُغمَّض عيناه، ويغطى بدنه ووجهه، ويُدعى له، تقول أم سلمة رضي الله عنها: (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قُبِضَ تبعه البصر؛ فضج ناس من أهله، فقال عليه الصلاة والسلام: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يُؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لـأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا ولهم يا رب العالمين، وافتح له في قبره ونوّر له فيه ).

ولا مانع من تقبيله لمن أحب ذلك من أقاربه أو معارفه.

ومن السنة الإسراع في تجهيزه ودفنه بعد تيقن وفاته؛ ففي الحديث الصحيح: (أسرعوا بالجنازة! فإن تكٌ صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم )، وعند الطبراني بإسناد حسن: (إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره ) وعند أبي داود : (لا ينبغي لجيفة مسلم أن تبقى بين ظهراني أهله ) ولا مانع من التأخير لمصلحة تتعلق بذلك؛ كانتظار قريب يحضر قريباً، أو للتعرف على سبب الوفاة إذا كانت بجناية أو جريمة، ثم يقوم بتغسيله من يحسن ذلك من المسلمين العدول ذوي الثقة والديانة من أقاربه أو غيرهم.

غسل الميت والصلاة عليه

وفي صفة التغسيل تقول أم عطية رضي الله عنها: {دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته زينب رضي الله عنها، فقال: اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعا أو أكثر من ذلك إذا رأيتن ذلك، قالت: قلت: وتراً؟ قال: نعم! واجعلن في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور، فإذا فرغتن فآذنني، قالت: فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوة -أي: إزاره- فقال: أشعرنها إياه -أي: اجعلنه يلي جسدها- قالت أم عطية : فمشطنها ثلاثة قرون }، وفي رواية: {نقضنه ثم غسلنه وظفرن شعرها ثلاث ظفائر، قرنيها وناصيتها وألقينه خلفها، قالت: وقال لنا: ابدأن بميامينها ومواضع الوضوء منها } ويُطيب في بدنه وكفنه، والرجل يغسله الرجال، والمرأة يغسلنها النساء، والزوجان يغسل أحدهما الآخر، ومن كان دون سبع سنين يغسله الرجال والنساء.

ومن الآداب في حق الغاسل أن يستر ما يُرى ولا يحدث فيما قد يطلع عليه من مكروه، ولا يحضر الميت إلا الغاسل ومن يعينه، ثم يُكفنَّ بكفن ساتر لجميع البدن، ويكون الكفن حسناً أبيضاً نظيفاً أو جديداً من غير سرف ولا مغالاة، وإذا تيسر فيكون للرجل ثلاثة أثواب؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِنَّ في ثلاثة أثواب سحولية من كرسف -أي: من قطن- ليس فيها قميص ولا عمامة، أُدرج فيها إدراجا، والمرأة تُكَّفن في خمسة أثواب إذا تيسر، إزار وخمار وقميص ولفافتين، ثم يُصلى عليها، وكُلمَّا كثر المصلون كان أفضل للميت وأنفع، ويُستحب أن تكثر الصفوف خلف الإمام ثلاثة صفوف فصاعداً، وفي الحديث: {ما من ميت يُصلي عليه أمةٌ من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه }، وفي حديث آخر: {إلا غفر له }، وفي الحديث أيضاً: {ما من رجل مسلم يموت ويقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يُشركون بالله شيئاً إلا شفعوا فيه }.

وصفة الصلاة: أن يكبر أربعاً، يقرأ بعد الأولى سورة الفاتحة، وبعد الثانية يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد الثالثة يخلص الدعاء للميت، وبعد الرابعة يُسلم تسليمة واحدة، ولو سلم تسليمتين فلا بأس.

ومن الدعاء المأثور في ذلك: {اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنة، وقه فتنة القبر وعذاب النار }.

اتباع الجنازة

واتباع الجنازة حق من حقوق المسلم، وفي الصحيحين : {من شهد الجنازة حتى يُصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تُدفن فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين -وفي لفظ مسلم - أصغرهما مثل أحد } قال أبو هريرة رضي الله عنه وهو راوي الحديث: [[لقد فرطنا في قراريط كثيرة ]] ويُسنَّ الإسراع بها.

يقول أبو بكرة رضي الله عنه: [[لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرمل رملاً ]] وهو إسراع من غير شدة يخاف منها ضرر على الميت، أو مشقة على المشيعين، ويمشي أمامها وخلفها، وعن يمينها وعن يسارها، والراكب يسير خلفها.

يقول أنس رضي الله عنه: [[كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنهما يمشون أمام الجنازة وخلفها ]]

والنساء لا تتبع الجنائز ولا تزور المقابر؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ولا يجوز أن يتبع الجنازة ما يخالف الشرع.

يقول الإمام النووي رحمه الله: " واعلم أن الصواب والمختار ما كان عليه السلف -رضوان الله عليهم- من السكون والسكوت في حال السير مع الجنازة؛ فلا ترفع أصوات بقراءة ولا بذكر ولا غير ذلك ".

قال رحمه الله: " والحكمة في ذلك ظاهرة، وهي أنه أسكن للخاطر، وأجمع للفكر، قال: ولا تغتر بكثرة المخالفين".