السبيل إلى الحج المبرور


الحلقة مفرغة

الحمد لله؛ بَوَّأ لخليله إبراهيم عليه السلام مكان البيت العتيق، وجمع لمن قصده خالصاً مخلصاً أسباب التوفيق، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، يسر السبيل لبيته المحرم؛ فجاءوا حُجاجاً وعُماراً من كل فجٍ عميقٍ.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً بها المخرج من كل ضيق، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، ذو المجد المؤثَّل والنسب العريق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليماً كثيراً.

أما بعــد:

فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فتقوى الله سبيل النجاة، وطريق الفلاح، فاتقوه رحمكم الله لعلكم تفلحون.

أيها المسلمون: ها هم حجاج بيت الله الحرام تتوافد أفواجهم إلى هذه الأرض الطيبة المباركة في خطاً وئيدة متهيبة.

أيها الحاج الكريم! إن فيضاً دفاقاً من المشاعر والأحاسيس يملك عليك روحك وقلبك، وأنت تقلب بصرك الثاقب وبصيرتك الواعية، فإذا أنت تعيش خُطا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحبِ محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وأرضاهم في صورةٍ حيةٍ نابضة، ومشاعر لله عابدة، وأشواق حارة في الإقبال على هذا البيت ورب هذا البيت.

أرضٌ مباركة ضمَّت أروع حوادث التاريخ، وأعظم ملاحم الإنسانية، أرض تروي أوديتها وجبالها ووهادها ورمالها تاريخاً عبقاً، طويلاً عريضاً، زاخراً بالبطولات، وألوان الجهاد والانتصارات، ومصارع الشهداء في سبيل الله، وإعلاء كلمة الحق.

أرضٌ تغيرت بسيرتها ومسيرتها معالم التاريخ، وقفزت بالإنسانية إلى أبعد الآفاق في المعالي والحياة الكريمة.

تَقْدُم -أيها الحاج- إلى هذه البلاد الطيبة الطاهرة، وهي تمد يديها إليك مرحبة، يتشرف أهلها بقدومك، ويتقربون إلى الله بخدمتك، ولاة الأمر فيها صادقون جادون في كل ما ييسر الحج، ويعين على أداء النسك.

حفظك الله!

كم وقف بساحاتها من الجموع؟! وكم سالت على ثراها من الدموع؟! وكم ذابت في عرصاتها فوارق الأجناس واللغات؟!

كم اعتز بها من ذليل لاذ بجناب الله! وبورك فيها من منكسر انطرح بين يدي مولاه؟!

كم تآلفت فوقها قلوب! وفُرِّجت على ثراها كروب! وحُطت فيها من أوزار وغُفرت ذنوب؟!

كم امتزجت فيها دموع المذنبين! وتعانقت أصوات المستغفرين! وتوحدت رغبات الراغبين؟!

كم تجردت فيها النيات! وسالت على جنباتها العبرات؟!

هذه هي الأرض الطيبة المباركة التي تَقْدُم إليها، فماذا أعددت؟! وكيف تهيأت؟!

أيها الحاج: دمت في رعاية الله وكنفه.

إن الحج عبادة عظيمة تتداخل فيها أنواع من العبادات لا يتيسر تداخلها في غيره: عبادة في المال، وعبادة في البدن، أعمال بالقلوب والألسنة والجوارح، جَمَعت أنواعاً من التعبد عملاً وقولاً ونيةً.

وهذه طائفة من الآداب والتوجيهات بَسَط أهل العلم -رحمهم الله- القول فيها، وحثوا مريد الحج على مراعاتها، والحفاظ عليها؛ تَلَمُّساً للحج المبرور والعمل المقبول:

إخلاص النية لله جل وعلا

أول ذلك وأولاه: إخلاص الدين لله عز وجل :-

فالله لا يقبل من الأعمال إلا خالصها، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك.

فالعبادة مـحض حق الله وحده، لا شريك له، منه الـخير، وبيده الـخير وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [هود:123] لا يكشف الكرب إلا الله، ولا يفرج الْهَمَّ إلا الله، ولا يسوق الْمَدد ولا يغيث المستغيث إلا هو سبحانه وبحمده.

إخلاصٌ يحفظ به العبد عقيدته من الزيغ والابتداع، ويكف به جوارحه عن المعاصي والآثام.

إخلاصٌ يبتعد به عن الرياء والسمعة.

إخلاصٌ يقود إلى التوبة، توبةٍ صادقةٍ نصوح، يصحبها الإقلاع عن الذنب، والندم على اقترافه والتحسر على التفريط فيما سلف، توبة يتجدد فيها العزم في هذه البقاع الطاهرة على ألا يعود إلى معصية أو ذنب، متباعداً عن رفاق السوء وبواعث المنكر.

ومن علائم التوبة وصدق التوجه: تحري النفقة والكسب الحلال: {فإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً } وكيف يرجو القبول مَن يمشي بالحرام، ويغتذي بالحرام، ويكتسي بالحرام؟!

كيف يرفع يديه إلى مولاه ليقول: لبيك وسعديك، وهو لم يتزود إلا بالحرام، ولم يركب إلا من الحرام؟!

كيف يمد يديه: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!

وإن من الخوف والورع -أيها الحاج الكريم- أن تحاسب نفسك، فتجتنب الإسراف في التنعم والترفه والتكلف في كماليات المعاش والمراكب، ألم تتجرد من لباس أهل الدنيا؟! ألم تقتصر على إزار ورداء؟! ألا تتجرد من أعباء الدنيا وأثقالها؛ لتقف موقف صدق في محاسبة جادة، فتكبح جماح الشهوات، وتوثق اللجام من الإغراق في المشتهيات.

إن الحرص على الاستكثار من وسائل الترف يصرف عن آداب الحج وأسراره، وما يستحب من إظهار المسكنة والحاجة والتضرع إلى ربك وانكسارك بين يديه.

ومما يعينك -وفقك الله، إن كنت ممن وسع الله عليه وبسط له في رزقه- أن تتفقد من حولك من رفقتك، ولتؤثِر المحتاجين والغرباء، ولتطعم البائس الفقير، وتكون طيب النفس فيما تنفق، فأهل النفاق وقليلو الإخلاص هم الذين ينفقون وهم كارهون.

ابذل حفظك الله، وإذا وسع الله عليكم فوسعوا، ولَتُسْأَلُنَّ عن النعيم، ولقد سئل نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: {ما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام، ولين الكلام } .

اختيار الرفقة الصالحة

ولتعلم -وفقك الله- أن مما يرجى معه بر الحج تخيُّر الرفقة الطيبة، ذات الصلاح والاستقامة والطاعة والتقى، ممن يرغِّب في الخير، ويعين على الطاعة، ويستمسك بالشرع وآدابه وأهدابه، رفيق صدق، يهدي عند الضلالة، ويذكر في النسيان، ويعين عند العجز، إن جبنت شجعك، وإن ضاق صدرك صبَّرك وباسطك، ناهيك إذا كان من أهل العلم والفقه في الدين، فاستمسك بغرزه، وخذ بركابه، فذلك مما يعين على مبار الحج ومكارم الأخلاق، رفيق العلم والصلاح يمنع من سوء ما يطرأ في السفر من مساوئ الأخلاق والتساهل في أمور الدين، وربما جعله الله سبباً في الصلاح في الحال والمآل.

ثم لتعلم أنك واجدٌ من صاحبك في بعض الأحيان جفاء ومغاضبة، فاصبر وتحمل وتجمل وباعد عن الخصام الدائم، والعبوس المستمر، فذلك مما تتكدر به الحياة، وتتنكد معه المعيشة، وتسوء به الرفقة، وتتعسر معه الأمور، والأولى لك أن تجد في مكارم أخلاقك ما يديم لك الصحبة، وتسلم لك به حجته، وحينئذٍِ يذهب عنك سوء الظن والحقد والمشاحنة ونقائص الأقوال والأفعال، وترعى لصاحبك حقه وحرمته، فاحفظ نفسك من مصاحبة الجهال والسفهاء والكذابين والمنافقين والعصاة المجاهرين، فإن مخالطة هؤلاء مجلبة للمأثم، وقائدة إلى السوء.

الاجتهاد في تطبيق مناسك الحج حسب سنة رسول الله

توجه إلى عبادة ربك على علم وبصيرة، وتعلم من أحكام الحج ما تصح به مناسكك، واسأل أهل العلم فيما أشكل عليك، اشتغل بما يقربك من ربك ومولاك، مدركاً عظم الفريضة التي أنت فيها، والعبادات التي أنت مقبلٌ عليها، والبقاع الشريفة التي تتعبد الله فيها، قَوِّ الصلة بربك في سفرك وإقامتك، وحِلِّك وترحالك، مستعيناً بالله، متوكلاً عليه، أحسن الظن بربك، فهو سبحانه أكرم من أن يخيِّب سعي القاصد لكرمه، أو يحرم مِن رحمته الواسعة مَن لاذ بحرمه، ربك كريم جواد، إن سألته أعطاك، وإن دعوته أجابك: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ:39] أكثر لله خضوعك وانكسارك، وداوم على التكبير والتهليل والدعاء والتضرع بحضور قلب وإخلاص سر.

هل تأملت كلمات التلبية التي يضج به الحجيج، وترتج لها جنبات المشاعر؟!

إنها كلمات موجزات تتضمن معاني ساميات، وأهدافاً عاليات: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).

ففي التلبية من كليات العقيدة ما يشير إلى الحكمة من اختيارها شعاراً وذكراً في هذا الموسم العظيم لهذا الجمع العظيم.

التلبية إجابة دعوة الله لخلقه حين دعاهم إلى بيته، فالملبي مستسلم منقاد، مستجيب مقيم على الطاعة.

في التلبية توحيد الله سبحانه، وإفراده بالعبادة، ونفي الشريك عنه، فيها من حمد الله والاعتراف بنعمه ما يورث طمأنينةً في النفس، ويفيض بالأمن والأمل والرضا والتفاؤل.

في التلبية الإقرار بالملك لله وحده، فهو سبحانه الملك المتصرف، فمَن هو هذا الضال الذي ينسب التصرف لأحد غير الله في السماوات ولا في الأرض؟!

إن التلبية نداءٌ للملأ الأعلى ليتجرد الحجيج كلهم من المادية وطغيانها، ويعلنوا المساواة التامة والأخوة الكاملة، لا فرق بين حدودها وألوانها وأجناسها ولغاتها أمام خالقها الواحد الأحد، فكلهم لآدم وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله أتقاهم.

هذه بعض تأملات في ألفاظ التلبية، كيف لو تفتحت الأبصار والبصائر في النظر في حكم المناسك وأسرار العبادات، فلسوف تعود هذه النفوس المتأملة أقوى إيماناً، وأحسن إسلاماً، وأخلص عقيدةً، وأنقى سريرةً، وأعف جارحةً، وأطهر معاملةً، وأزكى نفساً، وأكرم خلقاً.

الاستكثار من الأعمال الصالحة في الحرمين

أيها الحاج الكريم: رعاك الله وأعانك، اغتنم شرف الزمان وشرف المكان، فاستكثر من الأعمال الصالحة؛ من الصلاة، والصدقة، والإحسان، والبذل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حسب الطاقة، وما كان الحج مبروراً إلا لاشتماله على البر الجامع لكل خير، إحساناً مع الله، وإحساناً مع عباد الله، فالحج المبرور يملأ القلوب ألطافاً ويطليها محبةً وانعطافاً.

واعلم أن من علامة إعراض الله عن العبد أن يشغله فيما لا يعنيه.

فإياك والخوض فيما لا يعنيك، واجتنب الفسوق، والجدال، والسخرية، والمراء، واحفظ لسانك من الغيبة والنميمة، والوقوع في أعراض الناس: علمائهم، عامتهم، وجهائهم، قادتهم، فذلك خسران مبين، اجتنب المخاصمة، والمشاحنة، ومزاحمة الناس في الطرقات، وأماكن العبادة.

وفقك الله وأعانك على أداء نسكك، وجعل حجك مبروراً، وسعيك مشكوراً، وذنبك مغفوراً.

وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:30-32].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

أول ذلك وأولاه: إخلاص الدين لله عز وجل :-

فالله لا يقبل من الأعمال إلا خالصها، فهو سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك.

فالعبادة مـحض حق الله وحده، لا شريك له، منه الـخير، وبيده الـخير وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [هود:123] لا يكشف الكرب إلا الله، ولا يفرج الْهَمَّ إلا الله، ولا يسوق الْمَدد ولا يغيث المستغيث إلا هو سبحانه وبحمده.

إخلاصٌ يحفظ به العبد عقيدته من الزيغ والابتداع، ويكف به جوارحه عن المعاصي والآثام.

إخلاصٌ يبتعد به عن الرياء والسمعة.

إخلاصٌ يقود إلى التوبة، توبةٍ صادقةٍ نصوح، يصحبها الإقلاع عن الذنب، والندم على اقترافه والتحسر على التفريط فيما سلف، توبة يتجدد فيها العزم في هذه البقاع الطاهرة على ألا يعود إلى معصية أو ذنب، متباعداً عن رفاق السوء وبواعث المنكر.

ومن علائم التوبة وصدق التوجه: تحري النفقة والكسب الحلال: {فإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً } وكيف يرجو القبول مَن يمشي بالحرام، ويغتذي بالحرام، ويكتسي بالحرام؟!

كيف يرفع يديه إلى مولاه ليقول: لبيك وسعديك، وهو لم يتزود إلا بالحرام، ولم يركب إلا من الحرام؟!

كيف يمد يديه: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!

وإن من الخوف والورع -أيها الحاج الكريم- أن تحاسب نفسك، فتجتنب الإسراف في التنعم والترفه والتكلف في كماليات المعاش والمراكب، ألم تتجرد من لباس أهل الدنيا؟! ألم تقتصر على إزار ورداء؟! ألا تتجرد من أعباء الدنيا وأثقالها؛ لتقف موقف صدق في محاسبة جادة، فتكبح جماح الشهوات، وتوثق اللجام من الإغراق في المشتهيات.

إن الحرص على الاستكثار من وسائل الترف يصرف عن آداب الحج وأسراره، وما يستحب من إظهار المسكنة والحاجة والتضرع إلى ربك وانكسارك بين يديه.

ومما يعينك -وفقك الله، إن كنت ممن وسع الله عليه وبسط له في رزقه- أن تتفقد من حولك من رفقتك، ولتؤثِر المحتاجين والغرباء، ولتطعم البائس الفقير، وتكون طيب النفس فيما تنفق، فأهل النفاق وقليلو الإخلاص هم الذين ينفقون وهم كارهون.

ابذل حفظك الله، وإذا وسع الله عليكم فوسعوا، ولَتُسْأَلُنَّ عن النعيم، ولقد سئل نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم: {ما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام، ولين الكلام } .


استمع المزيد من الشيخ صالح بن حميد - عنوان الحلقة اسٌتمع
حق الطريق وآداب المرور 3701 استماع
وسائل الإعلام والاتصال بين النقد الهادف والنقد الهادم 3092 استماع
اللغة .. عنوان سيادة الأمة 3073 استماع
الطلاق وآثاره 3020 استماع
لعلكم تتقون 3005 استماع
الماء سر الحياة 2961 استماع
من أسس العمل الصالح 2937 استماع
الزموا سفينة النجاة 2886 استماع
قضية البوسنة والهرسك.. المشكلة والحل 2875 استماع
بين السلام وإباء الضيم 2855 استماع