السفر وآدابه [1]


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

لما كان هذا الوقت بداية الإجازة، ناسب أن يكون كلامنا أيها الإخوة! عن موضوع السفر؛ حيث أن كثيراً من الناس ينوون ويخططون للسفر في هذا الوقت.

والسفر أيها الإخوة! إنما سُمي سفراً لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال ويكشف عنها، ولذلك فإن المسافر يتبين من طبعه وأخلاقه وشمائله ما لا يتبين في حضره؛ لأنه إذا ابتعد عن المألوفات وابتعد عن الأهل والأوطان؛ فإنه يظهر على حقيقته، وتظهر أشياء كثيرة كانت خافية من قبل.

ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان يسافر، ما كان مقيماً في مكانٍ واحدٍ طيلة عمره، ولكن: إلى أين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر؟ وما هي أنواع سفره عليه الصلاة والسلام؟

إن سفره صلى الله عليه وسلم كان دائراً بين أربعة أنواع من السفر:

النوع الأول: سفر الجهاد.

النوع الثاني: سفر الهجرة.

النوع الثالث: سفر الحج.

النوع الرابع: سفر العمرة.

هكذا كانت أسفاره صلى الله عليه وسلم، فإنه خرج من موطنه من مكة مهاجراً إلى الله بعد أن لحق الأذى به وبأصحابه، وأصبح من الصعب جداً الإقامة وسط أولئك الكفار المعاندين، الذين كان آخر ما خططوا له اغتياله عليه الصلاة والسلام، ولكن الله نجاه منهم لأمرٍ يريده عز وجل.

وسافر صلى الله عليه وسلم سفرات كثيرة في الجهاد في سبيل الله، وكان هذا النوع من السفر أكثر الأنواع التي سافر فيها صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يلبث أن يأتي من غزوة حتى يُجهز غيرها، ولا يلبث أن تأتي سرية حتى يخرج في غيرها، وهكذا.

كانت أسفاره لخدمة الدين، كانت أسفاره لحماية هذا الإسلام الذي شرعه الله ، وللذود عن حياضه، ولإنقاذ المستضعفين من المسلمين، الذين كانوا يرزحون تحت نير استعمار الكفار واضطهادهم وعذابهم.

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات للعمرة، وخرج في حجة الوداع؛ لأنه لم يتمكن من الخروج قبل ذلك للحج، وإلا فإنه عليه الصلاة والسلام كان أول المبادرين إلى الطاعة، ولو كان يُمكن أن يخرج للحج في أول الدعوة لخرج، ولو كان يُمكن أن يخرج للحج قبل العام العاشر لخرج، ولكن الكفار لم يمكنوه من ذلك حتى حج عليه الصلاة والسلام في آخر سنة من حياته.

والسفر قد يكون سفر طلب وقد يكون سفر هرب، وبناء على نوع الطلب ونوع الهرب يكون السفر إما سفر طاعة أو سفر معصية.

سفر طلب وطاعة

قد يكون سفر طلب مثل طلب العدو، كالجهاد في سبيل الله، أو طلب العلم، أو طلب زيارة العلماء، أو طلب الحج والعمرة، وواأسفا على أناس من المسلمين يعيشون في هذه الأيام في بلاد قريبة من البيت العتيق، ومدن ليست بعيدة من الكعبة لم يروا كعبة الله حتى هذه اللحظة، وليسوا بمعذورين لا في مال، ولا في صحة، ولا في أعذار قاهرة، فأنى لهم العذر عند الله وقد تخلفوا عن الإتيان إلى بيته، إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّ الذي ينقطع عن البيت خمس سنين: (إن عبداً أصححت له جسمه؛ لا يفد عليَّ خمس سنين لمحروم) إذا انقطع عن البيت العتيق أكثر من خمس سنين فهو محروم كما بين عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح، فكيف بمن انقطع عن البيت العتيق طيلة حياته، ويستصعبون الحج ويضعون الأعذار الواهية، وقد حج الناس والحمد لله ورجعوا في أمان وسلام.

فعلام تشويشات الشيطان، وعلام الأعذار التافهة التي يُقيمها في أنفس المسوفين العصاة الذين يقولون: العام القادم، العام القادم، وما يدريهم ماذا سيحصل في العام القادم!

سفر طلب ومعصية

وقد يكون سفر طلب، ولكن طلب معصية كالسفر في طلب الزنا والخمور والرقص ومشاهدة المحرمات، والسفر في طلب الربا، والسفر في تتبع أولياء الله وهو من أعظم المحرمات.

سفر هرب وطاعة

وقد يكون سفر هرب وطاعة كمن يهرب من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ويهاجر إلى بلاد المسلمين، أو أن يهرب من الأذى، أو ممن يريد قتله، أو غصب أمواله، أو إيذاء أهله، وفي هذا العصر والزمان من غربة الإسلام خرج كثير من المسلمين من بلادهم، أو أُخرجوا من بلادهم لأنهم قالوا: ربنا الله، وفي الأرض جماعات متناثرة من المسلمين من أهل السنة أُخرجوا من ديارهم لأنهم أهل السنة ، أخرجهم الكفرة، وأهل البدعة والضلالة، وأهل الإلحاد والزيغ، ولا تزال تطّلع على أخبارهم بين فترة وأخرى، وبين حين وآخر من الزمن تسمع أنباء إخوانك الذين أُخرجوا ظلماً وعدواناً من أراضيهم وبلادهم لا يلوون على شيء إلا الفِرار بأنفسهم، وسلامة أهليهم، ليس معهم إلا حقيبة يدوية.

والعتب على متبلدي الإحساس من المسلمين الذين لم يشعروا حتى هذه اللحظة أن لهم إخواناً من اللاجئين، ومن المهَجّرين، ومن الذين أُخرجوا من ديارهم ظلماً وعدواناً، ليت هؤلاء من متبلدي الإحساس بدلاً أن يسافروا إلى بلاد الكفار ليتمرغوا في أوحال المعاصي، يسافروا إلى بعض المناطق المنكوبة من أراضي إخوانهم المسلمين حتى يشهدوها.

وكذلك فإن السفر إلى المساجد الثلاثة للصلاة فيها وعبادة الله من أعظم القربات، وينبغي أن يكون في نفس المسلم في هذا الزمن حنينٌ إلى بيت المقدس المسجد الثالث من هذه المساجد الثلاثة، الذي منع اليهودُ المسلمينَ من خارج ذلك المكان الصلاة فيه إلا بصعوبة بالغة.

السفر لزيارة الإخوان في الله

والسفر لمجرد زيارة أخ في الله من أعظم القُربات عند الله، وقد ورد بذلك أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السفر لطلب الرزق

ومن سفر الطلب الدنيوي المباح: السفر لطلب الرزق، وستر الأهل والنفس عن ذل الحاجة والسؤال، وكثير من المسلمين الذين قدموا إلى هذه البلاد وغيرها للعمل فيها، إن أخلصوا النية في إتيانهم لأجل ستر أنفسهم وأهليهم؛ فإنهم إن شاء الله مأجورون على هذا العمل، ومن خرج من بلده يسعى على صبية صغار له؛ فهو في سبيل الله حتى يرجع، ولكن العتب على من خرج ليجمع الأموال ويُفاخر فيها ثم يعود ليفجر بها في بلده.

هناك الكثيرون -أيها الإخوة- يقترون على أنفسهم فترة من الزمن، ليجمعوا الأموال فإذا ما جمعوا عاثوا في الأرض فساداً.

السفر لطلب العلم

والسفر لطلب العلم من أعظم القربات: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ [التوبة:122].

الناس الآن يذهبون إلى الخارج ليتحللوا من الدين، والأصل: لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وهم يذهبون إلى الخارج لكي ينسوا الدين، والأصل: وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة:122] فصار طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والمقصود في الآية طبعاً علم الشريعة، وعلم الدين الذي يحتاج إليه المسلمون.

أيها الإخوة: المسلمون اليوم يحتاجون اليوم إلى علماء في الشريعة أكثر من حاجتهم إلى الأطباء والمهندسين والله، ولكن من يفقه هذا؟ ولسنا نغض من قدر تحصيل العلم الدنيوي لرفع شأن المسلمين، ولكن علم الشريعة يحتاج إليه المسلمون في هذه الأوقات التي عم فيها الجهل حاجةً عظيمة (من خرج من بيته في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع) حديث صحيح.

وقد رحل الصحابة والسلف في طلب الحديث الواحد أياماً وشهوراً، ورحل جابر رضي الله عنه شهراً كاملاً في طلب حديث، وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.

وخرج الحميدي رحمه الله، وهو من أجلة المحدثين يريد أن يلقى شيخاً في مكان على ثلاثة أميال من مكة ، فلما خرج إليه وسافر ذلك السفر لقي في الطريق رجلاً، فقال له: أين تريد؟ قال: أردنا أبا العباس من الرواة. قال: يرحم الله أبا العباس مات أمس، فقال الحميدي : هذه حسرة، ثم قال: أنا أسمعه منك هذا الحديث.

شد الرحال لزيارة القبور والمشاهد والأضرحة

ومن السفر المذموم: السفر وشد الرحال لزيارة القبور والمشاهد والأضرحة، وكثير من المسلمين الذين يظنون بجهلهم أن الشرك قد انتهى، وأن عبادة الأضرحة قد انتهت، وأن عبادة القبور كانت من زمان؛ على أولئك الذين يسمعون الأنباء الآن في عبادة الأضرحة والقبور أن يعلموا أن هذا الشرك لم ينته بعد، وأن الجهاد في سبيل إزالته من أعظم أنواع الجهاد.

إذا كان قد حج إلى قبر البدوي في الستينيات ثلاثة مليون إنسان في سنة واحدة وهم أكثر من الذين حجوا إلى البيت العتيق في تلك السنة.

أيها الإخوة: الأمر خطير، من الناس من يعبد من دون الله أشخاصاً وأوثاناً وأحجاراً وقبوراً وأضرحة، ويزعمون أن العلم والتكنولوجيا قد قضت على الشرك والخرافة.

التكنولوجيا والعلم لا تقضي على الشرك والخرافة، الذي يقضي على الشرك والخرافة هو التوحيد والعلم الشرعي، أليس هناك كبار الدكاترة في جامعات العالم لا زالوا يعبدون أصناماً وأحجاراً وقبوراً، ويأتي الدكتور الكبير بشهادته العلمية الكبيرة إلى القبر ليعبده من دون الله؟! إذن ليست التكنولوجيا هي التي تقضي على الشرك، وإنما تعلم التوحيد ونشر السنة بين الناس هو الذي يقضي على الشرك.

صحيح أن العلم الدنيوي قد يقضي على بعض الخرافات، مثل بعض الاكتشافات الطبية؛ لكن الاكتشافات الطبية والتقدم العلمي الدنيوي لا يقضي على الشرك ولا ينشر التوحيد؛ وهو وإن قضى على بعض الخرافات فإنه لا ينشر السنة، نحن نحتاج إلى رجال يقومون بين الناس لنشر العلم، لنشر السنة، لتجريد التوحيد مما علق به من الشركيات.

وإنني أتعجب من أولئك الذين يأخذون بأيدي أطفالهم في السفريات ليروهم المقابر التي أقامها الأولون، والأبنية التي أقامها الأولون، والأضرحة التي أقامها الأولون على قبور ملوكهم وعظمائهم، ويدخلون بأطفالهم إلى المتاحف لكي يرى الأطفال الأصنام التي كانت تُعبد من دون الله، ثم يُزعم بأن هذه الأصنام تُحف ينبغي أن تُقام ويقام لها أماكن مخصصة لحفظها والعناية بها، وتُوضع بهالة من التقدير والحفظ والرعاية على أنها من مخلفات الأقوام السابقة.

وهذه موروثات حضارية عن حضارات سابقة، تُكرم وتوضع في متاحف؛ هذه أصنام كانت تعبد من دون الله توضع في المتاحف، لأي شيء؟! ويؤخذ أطفالنا ويدار بهم في المتاحف ليُرى ما كان يعبد الرومان، وما هي مقابر الفراعنة وغير ذلك، وهذا شرك.

أليست هذه وثنية؟!! إذاً لماذا نريها أولادنا؟

فضلاً عمن يدخل من المسلمين إلى كنائس النصارى ومعابد الكفرة يزعمون أنهم يتفرجون على الدنيا.

السفر إلى بلاد الكفار لغير ضرورة

لقد بينّا بعض أنواع السفر المحرمة ومنها السفر إلى بلاد الكفار لغير ضرورة، يقيم في بلاد الكفار، وسط الكفار، ينسى دينه، ويتعلم تقاليدهم، ويتشبه بهم، ويُنفق الأموال التي ينبغي أن تبقى في بلاد المسلمين في بلاد الكفار؛ لتعين الكفار، وتدعم اقتصاد الكفار وبلدان المسلمين في أشد الحاجة إليها.

أليست هذه الأموال التي ينفقونها في سياحاتهم -كما يزعمون- سيسألون عنها يوم القيامة؟! (وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).

قد يكون سفر طلب مثل طلب العدو، كالجهاد في سبيل الله، أو طلب العلم، أو طلب زيارة العلماء، أو طلب الحج والعمرة، وواأسفا على أناس من المسلمين يعيشون في هذه الأيام في بلاد قريبة من البيت العتيق، ومدن ليست بعيدة من الكعبة لم يروا كعبة الله حتى هذه اللحظة، وليسوا بمعذورين لا في مال، ولا في صحة، ولا في أعذار قاهرة، فأنى لهم العذر عند الله وقد تخلفوا عن الإتيان إلى بيته، إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّ الذي ينقطع عن البيت خمس سنين: (إن عبداً أصححت له جسمه؛ لا يفد عليَّ خمس سنين لمحروم) إذا انقطع عن البيت العتيق أكثر من خمس سنين فهو محروم كما بين عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح، فكيف بمن انقطع عن البيت العتيق طيلة حياته، ويستصعبون الحج ويضعون الأعذار الواهية، وقد حج الناس والحمد لله ورجعوا في أمان وسلام.

فعلام تشويشات الشيطان، وعلام الأعذار التافهة التي يُقيمها في أنفس المسوفين العصاة الذين يقولون: العام القادم، العام القادم، وما يدريهم ماذا سيحصل في العام القادم!

وقد يكون سفر طلب، ولكن طلب معصية كالسفر في طلب الزنا والخمور والرقص ومشاهدة المحرمات، والسفر في طلب الربا، والسفر في تتبع أولياء الله وهو من أعظم المحرمات.

وقد يكون سفر هرب وطاعة كمن يهرب من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ويهاجر إلى بلاد المسلمين، أو أن يهرب من الأذى، أو ممن يريد قتله، أو غصب أمواله، أو إيذاء أهله، وفي هذا العصر والزمان من غربة الإسلام خرج كثير من المسلمين من بلادهم، أو أُخرجوا من بلادهم لأنهم قالوا: ربنا الله، وفي الأرض جماعات متناثرة من المسلمين من أهل السنة أُخرجوا من ديارهم لأنهم أهل السنة ، أخرجهم الكفرة، وأهل البدعة والضلالة، وأهل الإلحاد والزيغ، ولا تزال تطّلع على أخبارهم بين فترة وأخرى، وبين حين وآخر من الزمن تسمع أنباء إخوانك الذين أُخرجوا ظلماً وعدواناً من أراضيهم وبلادهم لا يلوون على شيء إلا الفِرار بأنفسهم، وسلامة أهليهم، ليس معهم إلا حقيبة يدوية.

والعتب على متبلدي الإحساس من المسلمين الذين لم يشعروا حتى هذه اللحظة أن لهم إخواناً من اللاجئين، ومن المهَجّرين، ومن الذين أُخرجوا من ديارهم ظلماً وعدواناً، ليت هؤلاء من متبلدي الإحساس بدلاً أن يسافروا إلى بلاد الكفار ليتمرغوا في أوحال المعاصي، يسافروا إلى بعض المناطق المنكوبة من أراضي إخوانهم المسلمين حتى يشهدوها.

وكذلك فإن السفر إلى المساجد الثلاثة للصلاة فيها وعبادة الله من أعظم القربات، وينبغي أن يكون في نفس المسلم في هذا الزمن حنينٌ إلى بيت المقدس المسجد الثالث من هذه المساجد الثلاثة، الذي منع اليهودُ المسلمينَ من خارج ذلك المكان الصلاة فيه إلا بصعوبة بالغة.