سلسلة منهاج المسلم - (2)


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة، ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم؛ ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية كاملة: عقائد، آداب، أخلاق، عبادات، معاملات.

والدرس الماضي كان في الإيمان بالله تعالى، وأذكركم ونفسي: أن الإيمان الحق الصحيح هو بمثابة الروح، فمن آمن إيماناً حقيقياً صحيحاً سليماً حياً فهو حي، يسمع ويبصر وينطق، ويعطي ويأخذ، وإذا عُدم هذه الروح فهو كالميت، فلهذا الكفار من جنس الأموات لا نأمرهم بصيام ولا صلاة، ولا نأمرهم برباط ولا جهاد؛ لأنهم أموات، فإذا حيوا بالإيمان كلفهم يتكلفونه.

والإيمان مبناه على ستة أركان، وهي:

أولاً: الإيمان بالله.

ثانياً: الإيمان بملائكته.

ثالثاً: الإيمان بكتبه.

رابعاً: الإيمان برسله.

خامساً: الإيمان باليوم الآخر.

سادساً: الإيمان بالقضاء والقدر.

ودرسنا هذه الأركان في عقيدة المؤمن من أولها إلى آخرها، والآن مع منهاج المسلم وأول ما فيه -الفصل الأول-: الإيمان بالله، ونقرأ هذه الصفحة لكي نربط بين الماضي والحاضر:

[الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى:

هذا الفصل من أخطر الفصول شأناً]، فالإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر هما سر الحياة، إذا ما آمن العبد بربه، أو آمن بالله ولم يؤمن بلقائه ما يقوى على أن ينهض بأي تكليف، فهو أشبه بالميت.

إذاً: أركان الإيمان ستة ولكن أعظمها في التأصيل: الإيمان بالله وباليوم الآخر، ومن تأمل الآيات القرآنية وجد قول الله تعالى: ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [الطلاق:2]، وفي آية أخرى يقول: إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:59]، حتى في موضوع الحيض والحمل قال: إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [البقرة:228]، فتجلت حقيقة واضحة وهي: أن الإيمان بالله واليوم الآخر أعظم إيمان، وإن ضعف هذا الإيمان ضعفت الحياة كلها، فهيا مع الإيمان بالله! [وأعظمها قدراً؛ إذ حياة المسلم كلها تدور عليه وتتكيف بحسبه، فهو أصل الأصول في النظام العام لحياة المسلم بكاملها ].

قال: [ الإيمان بالله تعالى: المسلم يؤمن بالله تعالى، بمعنى أنه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالى] يصدق جازماً بوجود الرب تبارك وتعالى [وأنه عز وجل فاطر السماوات والأرض] أي: خالقهما [عالم الغيب والشهادة] يعلم الغيب والحاضر، [ رب كل شيء] في الكائنات، أي: خالقه وموجده ومديره ومدبره [ومليكه] المتصرف فيه كما يشاء [لا إله إلا هو] لا إله إلا الله، لا يوجد معبود يستحق أن يعبد إلا الله [ولا رب غيره] لا يوجد رب غير الله، ورب بمعنى: الخالق الرازق المدبر للحياة، المالك للأكوان، فلا يوجد غير الله رباً [وأنه جل وعلا موصوف بكل كمال] كل كمال من الصفات فالله موصوف به [منزه] مبعد [ عن كل نقصان؛ وذلك لهداية الله تعالى للمؤمن قبل كل شيء] فلولا هداية الله لنا ما آمنا هذا الإيمان [ثم للأدلة النقلية والعقلية الآتية] المؤمن من آمن بالله رباً لا رب غيره، وإلهاً لا إله سواه، وأنه موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقصان، وأنه المالك لكل شيء والمدبر لكل شيء، حصل له هذا الإيمان بهداية الله، ولولا الله ما آمنا ولا صمنا ولا صلينا، لا بالاجتهاد ولا غيره، ولكنها هداية الله، يدخل الله في رحمته من يشاء.

[ الأدلة النقلية] أي: المنقولة من كلام الأنبياء وكلام الله قبل ذلك، والأدلة العقلية التي إذا عرفناها عرفنا أن الإيمان بوجود الله ثابت عقلاً فضلاً عن الكتاب والسنة.

أولاً: إخباره تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق

[ أولاً: إخباره تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق، وعن أسمائه وصفاته] الله أخبر بنفسه عن وجوده، وعن ربوبيته للخلق، وعن أسمائه وصفاته [وذلك في كتابه الكريم] القرآن العظيم [ومنه قول الله عز وجل إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]] وهذا دليل نقلي من كلام الله عز وجل، إِنَّ رَبَّكُمُ [الأعراف:54] من هو يا رب؟ اللَّهُ الَّذِي [الأعراف:54] وصفه كذا وكذا ..

[وقوله لما نادى نبيه موسى عليه السلام بشاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة: إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص:30]] فعرفه بنفسه أنه الله رب العالمين.

[وقوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]] يخبر عن نفسه [وقوله في تعظيم نفسه وذكره أسمائه وصفاته: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر:22-23]] في أسمائه وصفاته [ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:23]] تنزه الله عن شركهم [ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر:24]] هذا كلامه، وهذا كتابه، وهذه أخباره، فهل يبقى شك لعاقل في وجود ربنا السميع العليم العزيز الحكيم الرحمن الرحيم؟!

[وقوله في الثناء على نفسه: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4] وقوله في خطابنا نحن المسلمين: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92]] هذا خطاب للمؤمنين إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ [الأنبياء:92] أي: ملتكم ملة واحدة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92].

[وفي آية المؤمنون: وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون:52]] أي: بطاعتي وطاعة رسولي.

[وقوله في إبطال دعوى وجود رب سواه أو إله غيره في السماوات أو في الأرض قوله: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]] أي: لو كان في السماوات والأرض آلهة غير الله لفسدتا بتنازع كل واحد منهما على ذلك، وبمرور الأيام يتقاتلان ويتحاربان وتخرب الدنيا بكاملها، وهذا الجواب من أبدع الأجوبة لمن سأل عن وجود الله في الكون، فهذه أخباره تعالى، فكيف لا نصدقه وهو يخبر عن نفسه وعن جلاله وكماله في كتابه اليقيني؟

ثانياً: إخبار نحو من مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين بوجوده تعالى

[ثانياً: إخبار نحو من مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين] كلهم أخبروا [ بوجود الله تعالى] وأخبروا [عن ربوبيته للعوالم كلها] نحن نصدق الآن شخصاً يخبرنا بخبر، ونصدق خمسمائة شخص، فكيف بمائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والرسل، كلهم أخبروا عن الله وصفاته وأعلموا الناس بها، هل يكذبون؟! مستحيل أن يقع هذا في إخبار نحو من مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين، إخبارهم بوجود الله تعالى وبربوبيته للعوالم كلها [وعن خلقه تعالى لها وتصرفه فيها، وعن أسمائه وصفاته، وما منهم من نبي ولا رسول إلا وقد كلمه الله تعالى أو بعث إليه رسولاً أو ألقى في روعه ما يجزم معه أنه كلام الله ووحيه إليه] وهذه أدلة نقلية.

[فإخبار هذا العدد الكبير من صفوة الخلق وخلاصة البشر يحيل العقل البشري تكذيبه، كما يحيل تواطؤ هذا العدد على الكذب وإخبارهم بما لم يعلموا ويتحققوا ويجزموا بصحته ويتيقنوا، وهم من خيار البشر وأطهرهم نفوساً وأرجحهم عقولاً وأصدقهم حديثاً] فلا يبقى مجال أبداً لأن يكذّب المرء بوجود الله، إلا إذا فقد عقله.

ثالثاً: إيمان البلايين من البشر واعتقادهم بوجود الرب سبحانه وعبادتهم له وطاعتهم إياه

[ثالثاً: -من الأدلة النقلية:- إيمان البلايين من البشر] من آدم إلى اليوم [واعتقادهم بوجود الرب سبحانه وعبادتهم له وطاعتهم إياه] هل يمكن أن يكون كلهم جهال يكذبون؟ مستحيل! [في حين أن العادة البشرية جارية بتصديق الواحد والاثنين فضلاً عن الجماعة والأمة والعدد الذي لا يحصى من الناس، مع شاهد العقل والفطرة على صحة ما آمنوا به وأخبروا عنه وعبدوه وتقربوا إليه].

رابعاً: إخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته وأسمائه وربوبيته لكل شيء

قال: [ رابعاً: إخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته وأسمائه وربوبيته لكل شيء، وقدرته على كل شيء، وأنهم لذلك عبدوه وأطاعوه، وأحبوا له وأبغضوا من أجله] والعادة أننا نصدق اثنين وثلاثة وعشرة ومائة، فكيف يصح الكفران بالله؟

[ أولاً: إخباره تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق، وعن أسمائه وصفاته] الله أخبر بنفسه عن وجوده، وعن ربوبيته للخلق، وعن أسمائه وصفاته [وذلك في كتابه الكريم] القرآن العظيم [ومنه قول الله عز وجل إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف:54]] وهذا دليل نقلي من كلام الله عز وجل، إِنَّ رَبَّكُمُ [الأعراف:54] من هو يا رب؟ اللَّهُ الَّذِي [الأعراف:54] وصفه كذا وكذا ..

[وقوله لما نادى نبيه موسى عليه السلام بشاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة: إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [القصص:30]] فعرفه بنفسه أنه الله رب العالمين.

[وقوله: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]] يخبر عن نفسه [وقوله في تعظيم نفسه وذكره أسمائه وصفاته: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ [الحشر:22-23]] في أسمائه وصفاته [ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:23]] تنزه الله عن شركهم [ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر:24]] هذا كلامه، وهذا كتابه، وهذه أخباره، فهل يبقى شك لعاقل في وجود ربنا السميع العليم العزيز الحكيم الرحمن الرحيم؟!

[وقوله في الثناء على نفسه: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:2-4] وقوله في خطابنا نحن المسلمين: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92]] هذا خطاب للمؤمنين إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ [الأنبياء:92] أي: ملتكم ملة واحدة وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:92].

[وفي آية المؤمنون: وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [المؤمنون:52]] أي: بطاعتي وطاعة رسولي.

[وقوله في إبطال دعوى وجود رب سواه أو إله غيره في السماوات أو في الأرض قوله: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]] أي: لو كان في السماوات والأرض آلهة غير الله لفسدتا بتنازع كل واحد منهما على ذلك، وبمرور الأيام يتقاتلان ويتحاربان وتخرب الدنيا بكاملها، وهذا الجواب من أبدع الأجوبة لمن سأل عن وجود الله في الكون، فهذه أخباره تعالى، فكيف لا نصدقه وهو يخبر عن نفسه وعن جلاله وكماله في كتابه اليقيني؟

[ثانياً: إخبار نحو من مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين] كلهم أخبروا [ بوجود الله تعالى] وأخبروا [عن ربوبيته للعوالم كلها] نحن نصدق الآن شخصاً يخبرنا بخبر، ونصدق خمسمائة شخص، فكيف بمائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والرسل، كلهم أخبروا عن الله وصفاته وأعلموا الناس بها، هل يكذبون؟! مستحيل أن يقع هذا في إخبار نحو من مائة وأربعة وعشرين ألفاً من الأنبياء والمرسلين، إخبارهم بوجود الله تعالى وبربوبيته للعوالم كلها [وعن خلقه تعالى لها وتصرفه فيها، وعن أسمائه وصفاته، وما منهم من نبي ولا رسول إلا وقد كلمه الله تعالى أو بعث إليه رسولاً أو ألقى في روعه ما يجزم معه أنه كلام الله ووحيه إليه] وهذه أدلة نقلية.

[فإخبار هذا العدد الكبير من صفوة الخلق وخلاصة البشر يحيل العقل البشري تكذيبه، كما يحيل تواطؤ هذا العدد على الكذب وإخبارهم بما لم يعلموا ويتحققوا ويجزموا بصحته ويتيقنوا، وهم من خيار البشر وأطهرهم نفوساً وأرجحهم عقولاً وأصدقهم حديثاً] فلا يبقى مجال أبداً لأن يكذّب المرء بوجود الله، إلا إذا فقد عقله.


استمع المزيد من الشيخ ابو بكر الجزائري - عنوان الحلقة اسٌتمع
سلسلة منهاج المسلم - (51) 4156 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (95) 4082 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (63) 3869 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (139) 3863 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (66) 3834 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (158) 3823 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (84) 3748 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (144) 3646 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (71) 3633 استماع
سلسلة منهاج المسلم - (101) 3607 استماع