خطب ومحاضرات
لقاء الباب المفتوح [83]
الحلقة مفرغة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فهذا هو اللقاء الثالث والثمانون من اللقاءات الأسبوعية التي تتم كل يوم خميس، وهذا هو يوم الخميس السابع والعشرون من شهر رجب عام (1415هـ).
نبتدئ هذا اللقاء بما يسر الله سبحانه وتعالى من تفسير سورة اقرأ، سورة العلق، انتهينا فيها إلى قول الله تبارك وتعالى: عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق:5].
تفسير قوله تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى)
تفسير قوله تعالى: (أن رآه استغنى)
فالإنسان من طبيعته الطغيان والتمرد متى رأى نفسه في غنى، ولكن هذا يخرج منه المؤمن؛ لأن المؤمن لا يرى أنه استغنى عن الله طرفة عين، فهو دائماً مفتقر إلى الله سبحانه وتعالى يسأل ربه كل حاجة، ويلجأ إليه عند كل مكروه، ويرى أنه إن وكله الله إلى نفسه وكله إلى ضعف وعجز وأنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، هذا هو المؤمن، لكن الإنسان من حيث هو الإنسان من طبيعته الطغيان، وهذا كقوله تعالى: وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب:72].
تفسير قوله تعالى: (إن إلى ربك الرجعى)
وإذا كان المرجع إلى الله في كل الأمور فإنه لا يمكن لأحد أن يفر من قضاء الله أبداً، ولا من ثواب الله وعدله.
وقوله: (إن إلى ربك الرجعى) ربما نقول: إنه أعم من الوعيد والتهديد، أي: أنه يشمل الوعيد والتهديد لكنه ربما يشمل ما هو أعم، فيكون المعنى: إن إلى الله المرجع في كل شيء، في الأمور الشرعية التحاكم إلى أي شيء؟ إلى الكتاب والسنة: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] والأمور الكونية المرجع فيها إلى من؟ إلى الله: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ [الأنفال:9] فلا رجوع للعبد إلا إلى الله، كل أمور ترجع إلى الله عز وجل يفعل ما يشاء، حتى ما يحصل بين الناس من الحروب والفتن والشرور فإن الله هو الذي قدرها لكنه قدرها لحكمة، كما قال الله تعالى: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253].
إذاً: إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى [العلق:8] يكون فيها تهديد لهذا الإنسان الذي طغى حين رأى نفسه مستغنياً عن ربه، وفيها أيضاً ما هو أشمل وأعم: وهو أن المرجع إلى الله تعالى في كل الأمور.
تفسير قوله تعالى: (أرأيت الذين ينهى...)
تفسير قوله تعالى: (أرأيت إن كان على الهدى ...)
تفسير قوله تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى)
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الساجدين لله الآمرين بتقوى الله، على هدى من الله ونور إنه على كل شيء قدير.
قال الله تعالى: كَلَّا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [العلق:6-7] (كلا) في القرآن الكريم ترد على عدة معاني، منها: أن تكون بمعنى حقاً كما في هذه الآية، فكلا بمعنى حقاً، يعني: أن الله تعالى يثبت هذا إثباتاً لا مرية فيه.
استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
لقاء الباب المفتوح [63] | 3395 استماع |
لقاء الباب المفتوح [146] | 3350 استماع |
لقاء الباب المفتوح [85] | 3315 استماع |
لقاء الباب المفتوح [132] | 3293 استماع |
لقاء الباب المفتوح [8] | 3275 استماع |
لقاء الباب المفتوح [13] | 3259 استماع |
لقاء الباب المفتوح [127] | 3116 استماع |
لقاء الباب المفتوح [172] | 3090 استماع |
لقاء الباب المفتوح [150] | 3037 استماع |
لقاء الباب المفتوح [47] | 3033 استماع |