فتاوى نور على الدرب [626]


الحلقة مفرغة

السؤال: إذا رأى الإنسان ما يعجبه فهل يقول: ما شاء الله تبارك الله، أو ما شاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله، أو ما شاء الله تبارك الله، وهل كلها صحيحة؟

الجواب: إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كما في قصة صاحب الجنة حين قال له صاحبه: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف:39] هذا إذا رأى الشيء في ماله.

فإن رآه في غيره فليقل: بارك الله عليه أو كلمة نحوها، وإذا رأى ما يعجبه من أمور الدنيا فليقل: لبيك إن العيش عيش الآخرة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله، فيقول: لبيك أي: إجابة لك، ثم يقول: إن العيش عيش الآخرة من أجل أن يوطن نفسه على أن الدنيا مهما كانت فهي زائلة ولا عيش فيها، وإنما العيش حقيقة في الآخرة.

السؤال: من صلى بنية الفجر مع أناس يصلون صلاة الخسوف وهو لا يعلم وقد انتهى الإمام من الركوع الأول في الركعة الأولى، ماذا يعمل في مثل هذه الحالة؟

الجواب: يستمر مع الإمام حتى يعلم أنه في صلاة الكسوف، فإذا علم أنه في صلاة الكسوف فلابد من أن ينفصل عن الإمام ويكمل الصلاة وحده، وحينئذ يستمر معهم في الركعة الأولى، فإذا قام إلى الثانية وركع الركوع الأول ثم قام وقرأ فحينئذ علمنا أن هذه الصلاة خسوف فينوي مفارقته وليكمل.

مداخلة: إذا دخل معه في الركعة الثانية في التشهد؟

الشيخ: هذه ما فيها إشكال، الإشكال في ما إذا دخل معه في حال تختلف فيه الصلاة.

السؤال: ذكر في القرآن الكريم في سورة القصص مدين التي ذهب إليها رسول الله موسى عليه أفضل الصلاة والسلام، فأين تقع مدين؟

الجواب: هذه يظهر والله أعلم أنها تقع في صحراء مصر؛ لأنه قال: وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ [القصص:22]، وأرجو من الأخ السائل أن يرجع إلى كلام أهل العلم في هذا.

السؤال: هل يجوز لي أن أتزوج ابنة خالي مع العلم بأنها رضعت مع أخي الأصغر؟

الجواب: إذا كان رضعت من أمك أو من زوجة أبيك فإنها لا تحل لك؛ لأنها تكون أختاً لك، ولكن لا بد أن تعلم أن الرضاع لا يكون محرماً إلا إذا كان خمس رضعات فأكثر وفي وقت الإرضاع وهو: إما الحولان على رأي أكثر أهل العلم، وإما ما كان قبل الفطام على الرأي الثاني.

السؤال: هل يجوز للمؤذن أن يؤذن من غير وضوء؟

الجواب: نعم، يجوز أن يؤذن على غير وضوء، لقول عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه) والأذان ذكر.

السؤال: ما هي السنن الصحيحة قبل وبعد كل صلاة؟

الجواب: أما صلاة العصر فليس قبلها راتبة ولا بعدها راتبة، وأما صلاة الفجر فقبلها راتبه ركعتان فقط خفيفتان، يقرأ في الأولى: قل يَا أَيُّهَا الكافرون، وفي الثانية: قل هو الله أحد، أو يقرأ في الأولى: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:136]، وفي الركعة الثانية: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ [آل عمران:64]، فيقرأ بهذا مرة وبسورة (قل يَا أَيُّهَا الكافرون) والإخلاص مرة ثانية؛ لأن السنة وردت بهذا وهذا.

أما الظهر فلها راتبة قبلها وراتبة بعدها، فأما الراتبة قبلها فهي أربع ركعات بتسليمين، وأما الراتبة بعدها فهي ركعتان، وأما المغرب فلها راتبة بعدها ركعتان، وأما العشاء فلها راتبة بعدها ركعتان أيضاً، وحينئذ تكون الرواتب اثنتي عشرة ركعة: ركعتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، ينبغي للإنسان أن يحافظ على هذه الرواتب؛ لأن من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة، ولأن هذه الرواتب يكمل بها ما نقص من الفرائض؛ لأن الإنسان وإن صلى الفريضة فلا يخلو من نقص وتقصير، وهذه الرواتب شرعها الله عز وجل لتجبر النقص.

السؤال: ونحن نصلي نكون قد أكملنا الصف الأول، فيدخل شخص من المصلين ويكون في الصف الثاني بمفرده فيرجع واحد من الصف الأول ليصلي بجواره، هل هذا العمل صحيح؟

الجواب: هذا العمل غير مشروع، بل إذا جاء الإنسان وقد تم الصف الذي قبله فليقف وحده يصلي منفرداً؛ للعذر، لأنه حينئذ يكون معذوراً، إذ لو وجد مكاناً في الصف لدخل فيه، ولا ينبغي أن يجذب أحداً، ولا ينبغي أن يتأخر معه أحد أيضاً؛ لأنه إذا تأخر معه أحد بقي فرجة في الصف الذي أمامه، وهذا خلاف المشروع في الصفوف ألا يدعوا فرجاً للشيطان.

وهذا الذي ذكرناه وهو أنه يجوز للإنسان إذا جاء ووجد الصف تاماً أن يصلي وحده خلف الصف هو القول الراجح الوسط بين قولين، أحدهما يقول: لا يصح أن يصلي منفرداً خلف الصف على كل حال. والثاني يقول: يصح أن يصلي على كل حال. وهذا الذي ذكرناه من التفصيل -وهو أنه عند العذر يجوز- هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وشيخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله.

السؤال: أفطرت يوماً من رمضان بدون عذر شرعي، فهل أصوم اليوم بيوم واحد أم بشهرين؟

الجواب: لا ندري بماذا أفطر، إن كان أفطر بجماع وهو يعلم أن الجماع محرم فعليه الكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، أما إذا كان فطره بغير جماع فإنما عليه أن يتوب إلى الله ويقضي اليوم الذي أفطره.

السؤال: ما هو الوقت الشرعي بين الأذان والإقامة عند كل صلاة؟

الجواب: ليس هناك وقت مقدر شرعاً، لكن المبادرة بالصلاة في أول وقتها أفضل إلا في موضعين، الموضع الأول: صلاة العشاء فالأفضل فيها التأخير إذا لم يشق على الجماعة. والثاني: صلاة الظهر إذا اشتد الحر.

أما الأول فدليله قوله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى أصحابه وصلى بهم وقد ذهب عامة الليل قال: ( إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي، وكان صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخر ).

وأما الثاني وهو صلاة الظهر في شدة الحر؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم )، والإبراد إنما يكون إبراداً إذا أخرت صلاة الظهر حتى تنكسر الأفياء ويبرد الجو وذلك بأن تكون قبل صلاة العصر، أم الإبراد الذي يفعله بعض الناس سابقاً بأن يؤخروا صلاة الظهر عن العادة بنصف ساعة أو ساعة فليس إبراداً في الحقيقة، بل هذا لا يزيد الجو إلا حراً.

السؤال: أنا أصلي صلاة الظهر أو العصر بصوت عال حتى لا أخرج من جو الصلاة، فما الحكم؟

الجواب: هذا غلط؛ لأن السنة في صلاة الظهر والعصر الإسرار، وكون الإنسان لا يخشع إلا بمخالفة السنة غلط، بل يمرن نفسه على موافقة السنة ويحاول أن يخشع بقدر ما يستطيع، وهذا كما يذكر بعض الناس أنه لا يخشع إلا إذا أغمض عينيه فهذا أيضاً من الغلط، بل نقول: لا تغمض عينيك وحاول ما استطعت أن تخشع في صلاتك، نعم لو فرض أن أمامك شيء يشغلك ويلهيك إذا لم تغمض فحينئذ وجد السبب لتغميض العينين فيجوز أن يغمضهما للحاجة إلى ذلك.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع