فتاوى نور على الدرب [578]


الحلقة مفرغة

السؤال: هل من قال: لا إله إلا الله بدون أن يعمل إي عمل يدخل الجنة، أي: قالها بلسانه؛ لأنه يوجد حديث فيما معناه يقول: ( وعزتي وجلالي لأُخْرِجَنَّ من النار كل من قال لا إله إلا الله )، والله أعلم ولكم جزيل الشكر؟

الجواب: كلمة: لا إله إلا الله، كلمة عظيمة لو وزنت بها السماوات والأرض لرجحت بهن ومعناها: لا معبود حق إلا الله فكل ما ما يعبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج:62] ، والعبادة لا تختص بالركوع أو السجود، أن الإنسان قد يعبد غير الله دون أن يركع له ويسجد ولكن يقدم محبته على محبة الله، وتعظيمه على تعظيم الله، ويكون قوله أعظم في قلبه من قول الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش )، فجعل للدينار عبداً وللدرهم عبداً وللخميلة عبداً وللخميصة عبداً، الخميلة: الفراش، والخميصة: الكساء، مع أن هؤلاء لا يعبدون الدرهم والدينار، لا يركعون له ولا يسجدون له لكنهم يعظمونه أكثر من تعظيم الله عز وجل، وإلى هذا يشير قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة:165] ، فهذه الكلمة كلمة عظيمة، فيها البراءة من كل شرك وإخلاص الألوهية والعبادة لله عز وجل، فمن قالها بلسانه وقلبه فهو الذي قالها حقاً، ولهذا قال أبو هريرة : ( يا رسول الله! من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه )، وفي حديث عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله )، فلا بد من الإخلاص.

وأمَّا مَنْ قالها بلسانه دون أن يوقن بها قلبه فإنها لا تنفعه؛ لأن المنافقين يذكرون الله ويقولون: لا إله إلا الله كما قال تعالى: وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء:142]، ويشهدون للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كما قال تعالى: إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ [المنافقون:1]، فلن تنفعهم شهادة أن لا إله إلا الله ولا شهادة أن محمداً رسول الله؛ لأنهم لم يقولوا ذلك عن قلب وإخلاص، فمن قال هذه الكلمة دون إخلاص فإنها لا تنفعه ولا تزيده من الله تعالى إلا بعداً، فنسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين الإيقان بها والعمل بمقتضاها إنه على كل شيء قدير.

السؤال: أعمل محاسباً في مؤسسة نشاطها استيراد بضائع وبالتالي بيعها في السوق وبازدياد المنافسة في الأسعار يلجأ بعض التجار إلى بعض الحيل لتخفيض تكلفة البضاعة، وبالتالي يستطيع المنافسة، ومن هذه الأساليب الاتفاق مع الشركة المصدرة على أن تكون الفاتورة أقل من قيمتها الحقيقية قد تصل إلى أقل من النصف، وبذلك يدفع التاجر في الجمارك نصف المستحق الفعلي أو أقل، مثال: الفاتورة الأصلية بمائتي ألف ريال يدفع التاجر بموجبها المبلغ للشركة، أما الفاتورة التي تقدم للجمارك فقيمتها مائة ألف ريال يدفع التاجر عليها جمارك تبلغ اثني عشر ألف ريال، في حين لو قدمت الفاتورة الأصلية وهي مائتي ألف ريال فسوف يدفع للجمارك أربعة وعشرين ألف ريال، وبذلك يكون قد وفر مبلغ اثني عشر ألف ريال، علماً بأنني عملت في أكثر من مؤسسة ووجدتهم يتبعون نفس الأسلوب مما ترك لدي انطباعاً بأنه عُرْفٌ تجاري، رغم أنني أدرك يقينا بأنها قد تكون سرقة، وتعلم -يا فضيلة الشيخ- بأن مهنة المحاسب تجبره بالتعامل مع هذه الأوراق، وكذلك يتحتم علي الحفاظ على أسرار المؤسسة التي أعمل بها، والآن أود لو تكرمتم أن أعرف موقفي أنا هل علي ذنب؟ وماذا يمكن أن أفعل مع العلم بأنني أجنبي ومتعاقد أفيدوني وجزاكم الله خيرا؟

الجواب: إنني أشير عليك أن تدع العمل في هذه المؤسسة.

السؤال: كلنا أسلمنا في بلدنا فبعضنا من كان نصرانياً ومنا من كان لا يعرف ديناً فكيف يكون الزواج أي عقد النكاح إذا كان والد المرأة غير مسلم وكذلك الوالدة، نرجو منكم التوجيه في ذلك؟

الجواب: أولا أرغب أن يكون التعبير عن المدينة بالمدينة النبوية؛ لأن هذا هو المعهود في عرف سلف هذه الأمة، وبه تتميز عن غيرها حيث إنها تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما المنورة فإن كل بلاد دخلها الدين الإسلامي فهي مُنَوَّرَةٌ به، لكن النبوية أخص من المنورة، فلو عبر عنها إي عن المدينة المنورة بالمدينة النبوية لكان هذا أحسن.

أما فيما يتعلق من الزواج بامرأة مسلمة أبوها غير مسلم فإن الواجب أن يكون الولي مسلماً إذا كانت المرأة مسلمة، فيُطلب غير الأب لتزويجها كعم أو أخ أو ما أشبه ذلك، فإن تعذر هذا فإن وليها القاضي الشرعي الذي يحكم بشريعة الله إذا لم يوجد في عصبتها من هو مسلم، فإن خيفت الفتنة فلا بأس أن يعقد أبوها عقداً صورياً لا يستباح به الفرج ويُعْقَد عقداً صحيحاً على حسب ما ذكرنا أولاً عقداً يستباح به الفرج.

السؤال: أديت فريضة الحج والحمد لله ولم أرم جمرة العقبة بسبب الزحام الشديد، ووكّلت زوجي ليرمي عني وأثناء رمي باقي الجمرات كنت مريضة فرمينا بعض الأيام ولم أتمكن من الرمي في بعض الأيام الأخرى فرمى عني زوجي فهل علي شيء في ذلك أفيدوني مأجورين؟

الجواب: أما الأيام التي رمى عنها زوجك وأنت مريضة فرميه مجزئ إن شاء الله تعالى، وأما الأيام التي رمى عنك وأنت لست مريضة ولكن تخافين الزحام فإن الزحام لا يستمر، الزحام يكون في أول وقت الرمي ثم لا يزال يخف شيئاً فشيئاً إلى أن ينعدم بالكلية فلا يحصل زحام، وإن كان يحصل مثلا عشرات أو مئات من الذين يرمون الجمرات لكن هذا لا يحصل به الزحمة التي تمنع من القيام بواجب الرمي، وعلى هذا فيكون توكيل الزوج في هذه الحال لا يجوز بل يُنتظر حتى يقف الزحام ثم ترمي المرأة بنفسها، وأرى من الاحتياط لهذه المرأة أن تذبح فدية في مكة توزع على الفقراء هناك فإن لم تكن وَاجِدَةً فلا شيء عليها.

السؤال: عند نزولنا من عرفات إلى المزدلفة سألنا سائق الأتبيس الذي كنا نركب عن وصولنا المزدلفة فقال لنا: نعم نحن في المزدلفة وبناءً على كلامه نزلنا ووجدنا الناس قد ناموا فصلينا ونمنا بها وصلينا الفجر وغادرنا المكان إلى منى بعد الصلاة ولكن أثناء السير في الصباح حدث لي شك بأننا لم نبت في المزدلفة فهل علينا شيء في ذلك؟

الجواب: ليس عليكم شيء في ذلك لوجود القرائن التي تدل على أنكم بتم في مزدلفة، فأنتم وجدتم الناس نازلين ونزلتم معهم ولم يتبين لكم خلاف ذلك، أما لو تبين أنكم نزلتم قبل الوصول إلى مزدلفة فإنكم في حكم التاركين للمبيت؛ لأن الواجب على الإنسان أن يحتاط وألا ينزل إلا في مكان الغالب على ظنه أنه من مزدلفة.

السؤال: اشتريت بنية الزينة ذهباً لي أنا وبناتي ولكنه يزيد عن النصاب فهل نخرج عنه زكاة؟

الجواب: أما إذا كان نصيب كل واحدة منكن يبلغ النصاب وهو خمسة وثمانون جراماً من الذهب فعلى كل واحدة منكن الزكاة، وأما إذا كان نصيبكن ينقص عن النصاب أي: كُلَّ واحدة لا يبلغ حُلُّيهَا النصاب فليس عليكن زكاة، وإن كان بعضكن يبلغ حليها النصاب والبعض الآخر لا يبلغ فمن بلغ حليها النصاب وجبت عليه الزكاة ومن لم يبلغ حليها النصاب لم تجب عليها الزكاة.

السؤال: ما المقصود بقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]؟ وهل لبس القفازات واجب على المرأة حيث إنني ألبس القفازات وزوجي يرفض لبس القفازات بحجة أنها ليست واجبة مأجورين؟

الجواب: معنى قوله تبارك وتعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] النهي أي: نهي النساء أن يظهرن زينتهن أي: لباسهن الذي تتزين به المرأة إلا ما ظهر منها يعني: إلا الذي لابد من ظهوره وهو العباءة والملاءة التي تكون فوق القميص ونحوه، هذا هو القول الراجح في معنى الآية الكريمة، ومن ذلك -أي: من عدم إظهار الزينة- ألا تظهر المرأة ما تلبسه من الحلي وشبهه لقول الله تبارك وتعالى: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31] ، وأما لبس القفازين فإن ذلك من عادة نساء الصحابة رضي الله عنهم، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( نهى المحرمة أن تلبس القفازين )، وهذا يدل على أن من عادتهن أي: من عادة نساء الصحابة أن يلبسن القفازين، وعلى هذا فينبغي للزوج أن يفرح بِلُبْسِكِ القفازين؛ لأن هذا من عادة نساء الصحابة رضي الله عنهم، فإن أبى إلا أن تمتنعي من لباس القفازين فاستري يدك بطرف العباءة ونحو ذلك.

السؤال: مصلي انتقض وضوؤه وهو في الصف الأول خلف الإمام والمسجد مزدحم ماذا عليه في هذه الحالة؟

الجواب: عليه أن يخرج ويتوضأ، وفي هذه الحال يُعذر بخرق الصفوف لكن ينبغي له عند خرق الصفوف أن يخرقها برفق وأن يستأذن ممن يمر مِنْ عندهم يقول مثلاً: من فضلك ائذن لي وما أشبه ذلك حتى تطيب نفوس أهل المسجد بتخطيه رقابهم.

السؤال: البعض من المصلين يقومون بفعل حركات غير لائقة داخل المسجد، البعض لا يتذكر التثاؤب إلا في الصلاة، ورأيت البعض من الناس بعد التسليم من الصلاة يقوم بإجراء تمرين لفرقعة العمود الفقري وذلك بوضع يده خلفه على الأرض ثم يستدير وهو جالس وتسمع إذا كنت قريباً منه فرقعة للعمود الفقري، البعض أيضا عند قيامه من السجدة الثانية يقوم معتمدا على أطراف أصابعه لإحداث فرقعة، هناك حركات يفعلها الإنسان، علما بأنه لو كان ضيفا عند أحد أو موجوداً في مكان عام لا يمكن أن يفعل ذلك فهل من كلمة لهؤلاء؟

الجواب: الكلمة التي أوجهها لهؤلاء أو غيرهم ممن يعبثون في الصلاة أن أقول: إن الإنسان إذا قام يصلي فإنه يقوم بين يدي الله عز وجل فينبغي أن يكون على أكمل الأدب من حضور القلب وخشوع النفس وسكون البدن حتى يستحضر ما يقول ويفعل من الصلاة، وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الحركة في الصلاة إذا كانت كثيرة متوالية فإنها تبطل الصلاة أو إذا كانت حركة لا تتناسب مطلقاً مع الصلاة كالقهقهة فإنها تبطل الصلاة، أما إذا كان ذلك بعد الخروج من الصلاة فلا بأس أن يفعل الإنسان من الحركات ما يفعل إلا إذا كان ذلك ينافي المروءة أو يوجب لفت النظر إليه فالإنسان مأمور بأن يدفع الريبة عن نفسه وألا يفعل أو يقول ما يعيبه الناس عليه.

أقول إن العلماء قسموا رحمهم الله الحركة في الصلاة إلى أقسام:

حركة واجبة: وهي التي يتوقف عليها صحة الصلاة مثال ذلك: أن يصلي الإنسان إلى غير القبلة ظاناً أنه إلى القبلة فينبهه الإنسان ويقول له: القبلة عن يسارك، فهو يجب عليه أن يستدير ويتجه إلى القبلة اتجاهاً صحيحاً أو يجد الإنسان في غترته نجاسة فحينئذٍ يجب عليه أن يخلع غترته من أجل ألا يستصحب النجاسة، وكذلك أيضا من الحركة الواجبة لو أن الإنسان يصلي معه واحد خلف الإمام ثم إن هذا الواحد انتقض وضوؤه وانصرف فإنه يجب على هذا أن يتقدم ليكون مع الإمام، والضابط أن كل حركة تتوقف عليها صحة الصلاة فهي واجبة.

القسم الثاني: حركة مستحبة: وهي التي يتوقف عليها فعل مستحب في الصلاة كدنو الناس بعضهم من بعض في الصفوف والتقدم إلى فرجة انفتحت أمامه، وجذب الإنسان إذا صلى عن يسار الإمام إلى أن يكون على يمينه وما أشبه ذلك.

القسم الثالث: الحركة المكروهة: وهي الحركة اليسيرة بغير حاجة مثل: أن يفرقع الإنسان أصابع يديه أو رجليه أو يصلح شماغه أو مشلحه أو عقاله أو أشياء ليس له حاجة فيها، فهذه حركة مكروهة.

القسم الرابع: الحركة المحرمة: وهي الحركة المنافية للصلاة إما لكونها لا تليق إطلاقاً في الصلاة كالضحك وما أشبهه، وإما أن تكون كثيرة متوالية عرفا يعني كثيرة متوالية يتبع بعضها بعضا، والكثرة هنا مرجعها إلى العرف فهذه محرمة وتبطل الصلاة.

القسم الخامس: المباح وهو: ما سوى ذلك مثل أن يحتاج الإنسان إلى إصلاح غترته لكونها مثلا انخلعت بعض الشيء وتشغله في صلاته أو ما أشبه هذا، ومثل أيضا أن يصيبه حكة فلا تبرد عليه إلا بالحك فهذه أيضا جائزة ولا بأس بها لأنها حركة لحاجة، هذه أقسام خمسة للحركات في الصلاة.

السؤال: هذه سائلة تذكر بأنها فتاة ملتزمة بدينها وتحمد الله على ذلك تقول: مشكلتي بأن أهلي يرفضون خروجي من البيت أبدا بحجة أن خروج البنت عيب ولا يجوز، وعندما أتكلم مع صديقاتي على الهاتف ويوجهن لي دعوة للزيارة لا أعرف ماذا أفعل أرشدوني بهذا؟

الجواب: لا شك أن عدم خروج المرأة من بيتها هو الأفضل والأولى ولا سيما في الأوقات التي يكثر فيها تجول الشباب في الأسواق، وكون أهلك لا يرضون أن تخرجي قد يكون هذا من السياسة التي يرون أنه من مصلحتك، فأرى أن تطيعيهم في ذلك وألا تخرجي لكن إذا احتجتي إلى الخروج فاطلبي من الوالد أو من أحد الإخوان أن يذهب معك حتى يزول ما في نفوس الأهل من التردد والشك.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3902 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3690 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3640 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3496 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3493 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3474 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3432 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3431 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3415 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3337 استماع