خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 98
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
قد انتهينا إلى غزوة هوازن، وعرفنا أن الحبيب صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة الهجرية بلغه أن هوازن تتجمع لضربه، وذلك لما علمت بفتح الرسول مكة ودخولها في رحمة الله والإسلام، فقالوا: إذاً لا بد وأن يغزونا فلنغزوه قبل أن يغزونا، فتجمعوا وخرجوا.
وخرج إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألف مقاتل، ألفان من أهل مكة من مسلمة الفتح، وعشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وذكرنا العجيبة التي لا ننساها وهو أنه صلى الله عليه وسلم عندما كان في طريقه إلى حنين مر برجاله على شجرة سدر خضراء كبيرة، فقال جدد الإسلام والإيمان: اجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط! يريدون أن يجعل لهم شجرة ينيطون بها أسلحتهم وسيوفهم فتبارك وينتصروا؛ لأن المشركين لهم مثل هذه الشجرة وتسمى ذات أنواط، فتعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من طلبهم وقال: ( الله أكبر، قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى: اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف:138] ) ومشى، ولا بأس أن نعيد بعض الجمل في هذه لنرتبط بما سيأتي.
طلب جاهلي مرفوض
أثناء مسير الجيش إلى حنين، مروا بشجرة من السدر خضراء كبيرة، فنادى رجال من مسلمة الفتح: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط -وهي شجرة كبيرة يزورونها كل سنة ويقيمون عندها يوماً وليلة ويعلقون بها أسلحتهم تبركاً ويذبحون عندها-] وهذا الذي أنكره الرسول على قريش والمشركين شاع في بلاد المسلمين عرباً وعجماً، فتجدهم يبيتون عند القبور ويرحلون إليها في كل بلد، كأنهم ما بلغهم هذا، ومنذ حوالي خمس وعشرين سنة أو ثلاثين كان هناك شجرة بالمدينة تسلط عليها بعض الإخوان وأزالوها، وإلى العهد هذا وهي تعبد بين أناس جهلاء.
قال: [فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبهم قال: ( الله أكبر! )] ما عنف ولا شدد ولكن عرف جاهليتهم وما هم عليه [( قلتم والذي نفس محمد بيده )] وهذه يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حرمنا منها، وما أخذنا بها، ولا ندري لم؟ وعائشة أم المؤمنين كانت تتمدح بها، وتقول: "والذي نفس محمد بيده"، وعرفنا سر ذلك وهو: أن الذي يذكر الله ويقول: نفسي بيده لا يستطيع أن يكذب ولا يقول غير الحق، لكن الذي يكذب ويقول الباطل إنما يكذب إذا كان قلبه بعيداً عن الله [( كما قال قوم موسى لموسى: (( اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[الأعراف:138] )، ثم قال: ( إنها السنن)] القائل رسول الله صلى الله عليه وسلم [( لتركبن سنن من كان قبلكم )] وهذا الذي حصل [ورفض طلبهم الجاهلي، ولم يعنفهم لأنهم حديثو عهد بالجاهلية، وساروا حتى استقبلوا وادي حنين] ولذلك سميت هذه الغزوة بغزوة حنين، وحنين واد بين مكة والطائف، وأوطاس كذلك واد آخر.
قال: [فانحدروا فيه -وهو واد أجوف حطوط- انحداراً وهم في عماية الصبح] يعني: ما زال النهار لم يطلع [وكان المشركون قد سبقوهم إلى الوادي] وادي حنين. وهم المشركون من هوازن الذين عزموا على غزو النبي صلى الله عليه وسلم [فكمنوا لهم في شعابه وأحنائه ومضايقه] والأحناء هي الجوانب [وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا، فما راع المسلمين إلا الكتائب قد شدوا عليهم شدة رجل واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد] لأن الكمين كان من أصعب الكمائن، في واد عجيب، مكثوا لهم فيه ورتبوا أنفسهم في المنحنيات والمنعطفات والمضايق حتى إذا دخل المسلمون مع الصبح ضربوهم ضربة واحدة، وتمت الهزيمة بهذه الحيلة.
قال: [وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين] والوادي -كما تعرفون- ضيق [ثم قال: (أيها الناس هلموا إلي أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله) قالها ثلاثاً ] لأن الناس هربوا [ثم احتملت الإبل بعضها على بعض في معترك عجيب إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيتهم، منهم: أبو بكر وعمر وعلي والعباس وابنه الفضل ، وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد ] هؤلاء بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباقي الجيش تمزق وشرد.
[وكان في مقدمة هوازن رجل على جمل أحمر بيده راية سوداء] من قادة هوازن [إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رايته على رمحه لمن وراءه فاتبعوه] كأنه قائد المعركة [فتصدى له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله وأراح الناس منه].
قال: [طلب جاهلي مرفوض:
أثناء مسير الجيش إلى حنين، مروا بشجرة من السدر خضراء كبيرة، فنادى رجال من مسلمة الفتح: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما للمشركين ذات أنواط -وهي شجرة كبيرة يزورونها كل سنة ويقيمون عندها يوماً وليلة ويعلقون بها أسلحتهم تبركاً ويذبحون عندها-] وهذا الذي أنكره الرسول على قريش والمشركين شاع في بلاد المسلمين عرباً وعجماً، فتجدهم يبيتون عند القبور ويرحلون إليها في كل بلد، كأنهم ما بلغهم هذا، ومنذ حوالي خمس وعشرين سنة أو ثلاثين كان هناك شجرة بالمدينة تسلط عليها بعض الإخوان وأزالوها، وإلى العهد هذا وهي تعبد بين أناس جهلاء.
قال: [فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبهم قال: ( الله أكبر! )] ما عنف ولا شدد ولكن عرف جاهليتهم وما هم عليه [( قلتم والذي نفس محمد بيده )] وهذه يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حرمنا منها، وما أخذنا بها، ولا ندري لم؟ وعائشة أم المؤمنين كانت تتمدح بها، وتقول: "والذي نفس محمد بيده"، وعرفنا سر ذلك وهو: أن الذي يذكر الله ويقول: نفسي بيده لا يستطيع أن يكذب ولا يقول غير الحق، لكن الذي يكذب ويقول الباطل إنما يكذب إذا كان قلبه بعيداً عن الله [( كما قال قوم موسى لموسى: (( اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ))[الأعراف:138] )، ثم قال: ( إنها السنن)] القائل رسول الله صلى الله عليه وسلم [( لتركبن سنن من كان قبلكم )] وهذا الذي حصل [ورفض طلبهم الجاهلي، ولم يعنفهم لأنهم حديثو عهد بالجاهلية، وساروا حتى استقبلوا وادي حنين] ولذلك سميت هذه الغزوة بغزوة حنين، وحنين واد بين مكة والطائف، وأوطاس كذلك واد آخر.
قال: [فانحدروا فيه -وهو واد أجوف حطوط- انحداراً وهم في عماية الصبح] يعني: ما زال النهار لم يطلع [وكان المشركون قد سبقوهم إلى الوادي] وادي حنين. وهم المشركون من هوازن الذين عزموا على غزو النبي صلى الله عليه وسلم [فكمنوا لهم في شعابه وأحنائه ومضايقه] والأحناء هي الجوانب [وقد أجمعوا وتهيئوا وأعدوا، فما راع المسلمين إلا الكتائب قد شدوا عليهم شدة رجل واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد] لأن الكمين كان من أصعب الكمائن، في واد عجيب، مكثوا لهم فيه ورتبوا أنفسهم في المنحنيات والمنعطفات والمضايق حتى إذا دخل المسلمون مع الصبح ضربوهم ضربة واحدة، وتمت الهزيمة بهذه الحيلة.
قال: [وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين] والوادي -كما تعرفون- ضيق [ثم قال: (أيها الناس هلموا إلي أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله) قالها ثلاثاً ] لأن الناس هربوا [ثم احتملت الإبل بعضها على بعض في معترك عجيب إلا أنه قد بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيتهم، منهم: أبو بكر وعمر وعلي والعباس وابنه الفضل ، وأبو سفيان بن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن أم أيمن وأسامة بن زيد ] هؤلاء بقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباقي الجيش تمزق وشرد.
[وكان في مقدمة هوازن رجل على جمل أحمر بيده راية سوداء] من قادة هوازن [إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رايته على رمحه لمن وراءه فاتبعوه] كأنه قائد المعركة [فتصدى له علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله وأراح الناس منه].
قال: [شماتة ذوي الضغائن] الشماتة: شمت فلان شمته، قال فيه عيب أو نقص، والضغائن: جمع ضغينة، وهي الكره والبغض.
[ولما رأى مرضى النفوس] وهم الذين أسلموا من ثلاثة أيام أو أربعة تحت السيف والخوف، فكيف تطهر قلوبهم وتزكو نفوسهم؟ فالغل موجود فيها، والأمراض الجاهلية كلها باقية ولا عجب! [ممن ما زالت عداوة الإسلام كامنة في نفوسهم ممن أسلم من أيام قلائل -لما رأوا هزيمة المسلمين لم يتمالكوا حتى قالوا الهجر، فقال أبو سفيان بن حرب : لن تنتهي هزيمتهم دون البحر] وأبو سفيان أسلم منذ عشرة أيام فقط، وكان من قبل حرباً على الإسلام وأهله [وإن الأزلام معه في كنانته، وصرخ جبلة بن الحنبل قائلاً: ألا بطل السحر] وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينتصر بالسحر والآن بطل [فقال له صفوان بن أمية -وهو مشرك بعد] ما دخل في الإسلام [إذ ما زال في المدة التي أعطاه الرسول إياها] يفكر [ينظر في أمر نفسه، إما أن يسلم أو يهاجر أو يعدم- قال لأخيه جبلة: اسكت فض الله فاك] أي: أسكتك الله [فوالله لأن يربّني رجل من قريش أحب إليّ من أن يربّني رجل من هوازن] يعني: لأن يملكني رجل من قريش أفضل من أن يملكني رجل من هوازن، فلا حاجة إلى أن تقول مثل هذا الكلام.
[وقال شيبة بن عثمان: اليوم أدرك ثأري من محمد] وشيبة بن عثمان من رجالات قريش في مكة، قتل أبوه يوم أحد، ففاه ونطق بدون شعور قائلاً: اليوم أدرك ثأري من محمد، وهذا في ساعة الهزيمة [وكان أبوه قد قتل بأحد مشركاً، وفعلاً أراد أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أقبل عليه تغشى فؤاده شيء فلم يقدر على ما عزم عليه] ففشل.
[ودارت المعركة: وكان العباس مع النبي صلى الله عليه وسلم آخذاً بحكمة بغلته الدلدل وهو عليها صلى الله عليه وسلم [وكان العباس جسيماً شديد الصوت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا
ثم قال: [(الآن حمي الوطيس)] وبعضهم يقول: هذه ما قالها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد [واقتتل الناس قتالاً شديداً، وقال صلى الله عليه وسلم لبغلته الدلدل: (ألبدي دلدل)] يعني: الصقي بالأرض، وهذه البغلة أهداها المقوقس ملك مصر مع جاريتين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أول بغلة تدخل الحجاز، وكان العرب يسمون الحيوانات والخيل لتمييزها.
قال: [فوضعت بطنها على الأرض] بركت على الأرض ونزلت بأمره صلى الله عليه وسلم [وأخذ حفنة من تراب فرمى بها في وجه المشركين فكانت الهزيمة، فما رجع الناس ممن فروا بعيداً إلا والأسارى في الحبال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم] أي: ذاك العدد الكبير ممن هربوا ما رجعوا إلا والرجال في الحبال مكتوفين، والرسول صلى الله عليه وسلم منتصراً.
قال: [وأنشدت امرأة مسلمة قائلة] بيت من الشعر لامرأة مسلمة قالت:
غلبت خيل الله خيل اللات وخيله أحق بالثبات] واللات صنم كانوا يعبدونه.
[ولما انهزمت هوازن قتل من ثقيف وبني مالك سبعون رجلاً، فأما الأحلاف من ثقيف] الذين من غير هوازن من قبائل أخرى جاءوا ينصرونهم [فلم يقتل منهم غير رجلين: لأنهم أسرعوا الهرب فنجوا، وقصد بعض المشركين الطائف ومعهم مالك رئيس حربهم، واتبعتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت بعضهم، وكان بعض المشركين بأوطاس] وهذا واد آخر [فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر الأشعري في رجال] معه [أرسلهم إلى المنهزمين المتوجهين إلى أوطاس فناوشوه بالقتال، فرمي أبو عامر بسهم فقتل] رضي الله عنه وأرضاه [فأخذ الراية أبو موسى الأشعري -وهو ابن عمه- فقاتلهم حتى فتح الله على يديه فهزمهم، وظفر المسلمون بالغنائم والسبايا، فساقوا في السبي الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى ] ساقوا من جملة السبي هذه المرأة [فقالت لهم: والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة] تقصد النبي صلى الله عليه وسلم [فلم يصدقوها حتى أتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له: إني أختك قال: (وما علامة ذلك؟)] أي: دليل هذه الدعوى [فقالت: عضة عضضتها في ظهري وأنا متوركتك] يعني: وأنا حاملتك على وركي. تعني: أن الرسول عضها في ظهرها عندما كان صغيراً، والعضة هذه موجودة.
قال: [فعرفها وبسط لها رداءه وأجلسها عليه] أخذ رداءه وفرشه لها وأجلسها عليه، وهذا هو الكمال المحمدي، فهيا نأخذ منه شيئاً [وخيّرها فقال: (إن أحببت فعندي مكرمة محببة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك)] يعني: إن شئت بقيتي معنا عزيزة مكرمة، وإن شئت أمتعك بشيء من المال وذهبت إلى أهلك [قالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، ففعل صلى الله عليه وسلم، وأمر صلى الله عليه وسلم بالسبايا والأموال فجمعت] وأرسلت [إلى الجعرانة] فحبست بها، وهو مكان قريب من مكة [وجعل عليها بديل بن ورقاء الخزاعي] هو الذي يحرسها ويقوم عليها [واستشهد بحنين أيمن بن عبيدة وزيد بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب وغيرهما] لكنه عدد أقل من عدد قتلى المشركين.
قال: [أنباء ذات خطر متفرقة] هيا نمر بها نبأ بعد نبأ.
[وحدثت خلال غزوة هوازن أمور ذات بال إلا أنها متفرقة نذكرها هنا إتماماً للفائدة وهي]
أولاً: أمر أم سليم بنت ملحان
وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت فرأى أم سليم بنت ملحان -وكانت مع زوجها أبي طلحة- وهي حازمة وسطها ببردها، وإنها لحامل] في بطنها جنينها [بـعبد الله بن أبي طلحة ] الذي ولد بعد [ومعها جمل أبي طلحة وقد خشيت أن يعزها] أي: يغلبها الجمل [فأدنت رأسه منها فأدخلت يدها في خزامته] وهي حلقة من شعر تجعل في أنف البعير [مع الخطام] الذي يجعل في البعير حتى لا يفلت [فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (
[فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو يكفي الله يا
ثانياً: أمر أبي قتادة
[إنه قال: رأيت يوم حنين رجلين يقتتلان مسلماً وكافراً] يوم المعركة شاهد رجلين يقتتلان [وإذا رجل مشرك يريد أن يعين صاحبه المشرك على المسلم] بالفعل [فأتيته فضربت يده فقطعتها واعتنقني بيده الأخرى، فوالله ما أرسلني حتى وجدت الدم فكاد يقتلني لولا أن الدم نزفه فسقط] يعني: لولا أن النزيف أهبطه كان يتمكن من قتل هذا الصاحب [فضربته وأجهضني عنه القتال] سقط والمعركة دائرة فما تمكن من أن يأخذ ما عنده من سلب [-أي: شغلني عنه فلم أسلبه- ومر به رجل من أهل مكة فسلبه] أي: سلب القتيل فأخذ سلاحه وما عنده، وكل ما يؤخذ من القتيل يسمى سلب [فلما وضعت الحرب أوزارها] يعني: انتهت المعركة [وفرغنا من القوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] هذا إعلان [( من قتل قتيلاً فله سلبه )] أي: من قتل قتيلاً من المشركين فله ما كان معه، فإذا كان في يده خاتم ذهب -مثلاً- يأخذه، أو في عنقه كذا يأخذه، ويأخذ ما في جيبه.. أعلنها صلى الله عليه وسلم بين رجاله لينتفعوا ببعض ما يحصلون عليه من القتلى.
[قال: قتلت قتيلاً ذا سلب فأجهضني عنه القتال] أي: ما تمكنت من أن أسلبه [فما أدري من استلبه؟ فقال رجل من أهل مكة: صدق يا رسول الله! وسلب ذلك القتيل عندي فأرضه عني من سلبه] يعني: أعطني منه شيئاً وأعطه هو الباقي [فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا، والله لا يرضيه منه، تعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن دين الله تقاسمه سلبه؟!] هذه كلمة أبي بكر الصديق بعد أن قال ذاك المكي قوله: [اردد عليه سلب قتيله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صدق اردد عليه )] وهذه ترفع أبا بكر الصديق إلى قمة الكمال، فقد عرف الحق والأدب والخلق الكامل فنطق به وأقره الحبيب صلى الله عليه وسلم.
[فقال أبو قتادة : فأخذته منه] ذاك السلب [فبعته، فاشتريت بثمنه مخرفاً، فإنه لأول مال اعتقدته] والمخرف: عدد من النخيل لا يتجاوز العشرة، أما إذا كان أكبر من ذلك فهو بستان أو حديقة، ولا شك أن ما حصل عليه كان ذهباً أو فضة، وكان أول مال له في حياته رضي الله عنه.
ثالثاً: أمر دريد بن الصمة
[وذلك أن ربيع بن رفيع أدرك دريد بن الصمة -وهو على راحلته-] راكب على راحلته فأدركه هذا الرجل [فأخذ بخطام الراحلة يقودها، يظن أن عليها امرأة] أخذ الخطام يظن أن على الناقة امرأة وهو غير ذلك [فأناخ الراحلة، فإذا بالراكب رجل كبير السن أعمى، والربيع بن رفيع لا يعرفه فسأله من أنت؟ فقال: دريد ، وماذا تريد مني؟ قال: أقتلك، قال: ومن أنت؟ قال: أنا ربيع بن رفيع السلمي ، ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئاً] ضرب دريد بن الصمة بالسيف فما أثر فيه [فقال له: بئس ما سلحتك به أمك] يعني: سيفك ما هو بشيء فليس له أثر [خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل] على البعير [ثم اضرب به، وارفع عن العظام، واخفض عن الدماغ، فإني كنت كذلك أضرب الرجال، ثم إذا أتيت أمك فأخبرها أنك قتلت دريد بن الصمة ، فرب والله يوم قد منعت فيه نساءك، فلما رجع وأخبر أمه بقتله إياه، قالت: أما والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثاً] هذا دريد بن الصمة عجب العجاب، وهذه لطيفة فقط وله أكثر من هذا.