فتاوى نور على الدرب [448]


الحلقة مفرغة

السؤال: ما حكم من ترك صلاة الفجر جماعة في المسجد؟ وهل يأثم إذا استمر في الصلاة في البيت ولم يحضر المسجد قط خاصة في صلاة الفجر؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اتفق أهل العلم رحمهم الله على أن صلاة الجماعة من أفضل العبادات وأجل الطاعات، وأن من تهاون بها أو تركها فإنه محروم غاية الحرمان من الأجر الذي رتبه النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم: ( أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )، والصلاة مع الجماعة واجبة يأثم الإنسان بتركها، ويدل على وجوبها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما كتاب الله فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم إن كان مع أصحابه في غزاة أن يقيم بهم الصلاة بل أمر أصحابه أيضاً أن يقوموا معه فقال: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ [النساء:102]، وهذه الآية تدل على وجوب صلاة الجماعة لقوله تعالى: فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ [النساء:102] ، وعلى أنها فرض عين وليست فرض كفاية لقوله: وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ [النساء:102] ولو كانت فرض كفاية لاكتفى بالطائفة الأولى، ويدل على الوجوب أيضاً من جهة أن هذه الصلاة على هذا الوجه يختل به ترتيب الصلاة ومتابعة الإمام، فإن صلاة الخوف وردت على وجوه متنوعة كلها يكون فيها مخالفة للقواعد العامة في الصلاة مما يدل على تأكد صلاة الجماعة ولو اختلت بها هذه القواعد العامة.

أما السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار )، ولا يهم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العقوبة إلا لتأكد من صلاة الجماعة، وأما قول بعضهم: هم ولم يفعل، فإن هذا لو ذهبنا إليه لم يكن للحديث معنى ولكان لغواً من القول: لأنه لولا أن النبي عليه الصلاة والسلام أراد أن يحذر أمته من التخلف عن الجماعة ما ساق القول بهذا السياق، ثم إنه أيضاً ثبت عنه أن رجلاً سأله ليعذره أو ليرخص له في ترك الجماعة؛ لأنه رجل كان أعمى فأذن له، فلما ولى قال له: ( هل تسمع النداء؟ قال: نعم قال: فأجب )، ولو كانت الجماعة غير واجبة لم يلزم بها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الأعمى، وقد جاء في الحديث أيضاً أن: ( من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر )، ولهذا ذهب بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن صلاة الجماعة شرط لصحة الصلاة وأن من صلى منفرداً بلا عذر فلا صلاة له كمن صلى بغير وضوء، فالواجب على المسلم أن يقوم بهذه الفريضة وأن يصلي مع الجماعة: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وأن لا يتخلف عنها، وكون هذا الرجل كما في السؤال يتخلف عن صلاة الفجر وعن كثير من الصلوات ننصحه بأن يتقي الله في نفسه وأن يدع هذا الكسل، وإذا عود نفسه القوة والنشاط والحزم ظفر بمطلوبه وزال عنه الكسل وصار حضوره للجماعة كأنما فطر عليه، وصار فقده للجماعة يضيق صدره ويقلق راحته، هذا هو المؤمن حقاً، فنسأل الله لنا ولأخينا هذا ولغيره الهداية والتوفيق.

السؤال: ما حكم الشرع في المرأة التي لم تحتجب وخاصة ونحن في الأرياف والاختلاط في البيت مع إخوان الزوج وكذلك الأقارب من العشيرة؟ وهل يجوز لها أن تصافح أخا الزوج إذا عاد من سفره أو في مناسبة الأعياد وغيرها من المناسبات أفيدونا بهذا جزاكم الله خيرا؟

الجواب: الواجب على المسلمين أن تكون مجتمعاتهم مجتمعات إسلامية، يعني: أن ينظروا ما كان عليه السلف الصالح من الهدي والأخلاق والآداب فيقوموا بها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذي يلونهم )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا حثاً لأمته على اتباع هذا القرن الذي هو خير القرون، وأما العادات الحادثة بعد فإنه يجب أن تعرض على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما كان مخالفاً لكتاب الله أو سنة رسول صلى الله عليه وسلم وجب طرحه والبعد عنه، وما كان موافقاً أو غير مخالف فلا بأس به، ثم إن العادات التي لا تخالف الشرع إذا وردت على عاداتنا وليس فيها خير ومصلحة زائدة على ما نحن عليه فإن الأولى بنا التمسك بما نحن عليه حتى تكون أمة لها شخصية وترتفع عن أحوال الجهال، فهذه القرية التي أشار إليها السائل من كونهم لا يهتمون بهذا الأمر، وإذا قدم أبناء العم من السفر صافحتهم بنت عمهم أو إذا أرادوا أن يسافروا أو ما أشبه ذلك أو كل هذا من العادات القبيحة المخالفة للشرع فإنه لا يجوز للإنسان أن يصافح امرأة ليست من محارمه؛ لأن في هذا خطراً وفتنة ودعوة إلى الفاحشة، ولا يقول الإنسان: أنا من الأقارب أنا مأمون وما أشبه ذلك فإن هذا هو الذي يجب الحذر منه، ومن ثم سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو، يعني: أقارب الزوج حين قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله! أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت ) يعني: أنه يجب الحذر منه كما يجب الحذر من الموت؛ وذلك لأن الحمو الذي هو قريب الزوج إذا دخل بيت أخيه أو عمه أو قريبه لم يستنكره أحد ودخل وهو منشرح الصدر غير خائف فيكون في مثله الخطر والفتنة، ولهذا حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( الحمو الموت ).

السؤال: ما الحكم فيمن غاب عن زوجته أكثر من سنة لأسباب وأيضاً ظروف المعيشة ومن أجل إيجاد ظروف ملائمة للجميع وذلك لتسديد الديون التي هي سبب الاغتراب والبعد عن الأهل، أرجو الإفادة يا فضيلة الشيخ؟

الجواب: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] ويقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ [البقرة:228] ، فيجب على المرء أن يعاشر زوجته بالمعروف ومن ذلك ألا يطيل السفر عنها بل يكون قريباً إليها، ولكن إذا دعت الحاجة إلى طول السفر ورضيت بذلك ولم تمانع ولم تخاصم فلا بأس أن يغيب الإنسان عنها أكثر من نصف سنة أو أكثر من سنة بشرط أن تكون في مكان أمين في البلد الذي سافر منه، وأن تكون هي أيضاً مأمونة على نفسها وعلى أولادها إن كان لها أولاد وعلى مال زوجها، فأما أن يسافر ويدعها في بلد لا يأمنها على نفسها ولا يأمنها على غيرها فإن هذا أمر منكر، ولا يجوز للإنسان أن يتهاون في هذا الأمر كما يفعله كثير من الناس.

السؤال: ما حكم إطالة شعر الرأس بالنسبة للرجال؟

الجواب: الحكم في إطالة شعر الرأس بالنسب للرجال أنه من الأمور المباحة وليس من الأمور المسنونة فهو مباح، أي: يجوز للإنسان أن يبقي شعر رأسه ويجوز أن يحلقه؛ لأن ( النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبياً قد حلق بعض رأس وترك بعضه فنهى عن ذلك وقال: احلقه كله أو اتركه كله )، وإذا كان إبقاء الشعر من الأمور المباحة فلينظر الإنسان ما عادة الناس في البلد الذي هو فيه؛ إن كانت عادتهم أن يحلقوا الشعر فليحلق حتى لا يكون ذا شهرة فيهم، وإن كان من عادتهم إلا يحلقوا فلا يحلق لئلا يكون شهرة فيهم، وإن كان الناس لا يبالون في الإنسان سواء حلق أم أبقى فهو بالخيار إن شاء حلق وإن شاء أبقى، ولا نرجح شيئاً على شيء.

السؤال: ما حكم كتابة وقراءة الشعر وأيضاً الاستماع إلى الشعر؟

الجواب: قراءة الشعر وكتابته والاستماع إليه حسب ما فيه، فإن كان فيه خير فهو خير، وإن كان فيه شر فهو شر، وإن لم يكن فيه لا هذا ولا هذا فإنه من اللغو الذي ينبغي أن ينزه الإنسان نفسه عنه، وكان عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً إذا مروا باللغو مروا كراما، فأرى ألا يستمع إليه ولا يهتم به ما دام ليس فيه نفع له؛ لأنه من لغو القول وإضاعة الوقت بلا فائدة.

السؤال: رجل حج العام الماضي ولله الحمد، ويريد هذا العام أن يحج عن والدته مع العلم أنها على قيد الحياة ولكن لا تستطيع أن تحج هي لكبر سنها ولأسباب أخرى مرضية، هل يجوز أن يحج عنها أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: نعم يجوز أن يحج عنها إذا كان قد حج عن نفسه، وذلك لما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ( يا رسول الله! إن أبي أدركته فريضة الله على عباده في الحج شيخاً لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: نعم حجي عنه )، وسمع رجلاً يقول: ( لبيك عن شبرمة فقال: ما شبرمة ؟ فقال: أخ لي أو قريب لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحججت عن نفسك؟ قال: لا. قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة )، فهذا يدل على جواز الحج عن الغير إذا كان لا يستطيع الوصول إلى مكة ولكن بشرط أن يكون الحاج قد أدى الفريضة عن نفسه.

السؤال: أحب يا فضيلة الشيخ أن أستقيم على طريق الله والتقرب منه سبحانه وتعالى، وأرجو من فضيلتكم إرشادي إلى بعض الطاعات المستحبة والتي تقربني من الله عز وجل وتزرع في قلبي محبته وتقواه؟

الجواب: العبادات المستحبة كثيرة: منها النوافل في الصلوات كالرواتب الاثنتي عشرة وهي ركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد صلاة العشاء، ومنها التهجد في الليل بصلاة الليل وهي مثنى مثنى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله رجل فقال: ( ما تقول في صلاة الليل؟ قال: مثنى مثنى. فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما صلى )، ومنها ركعة الضحى يصلي الإنسان ركعتين في الضحى ويزيد ما شاء الله، هذه أيضاً من النوافل، ومن النوافل أيضاً النوافل في الصدقة كالإحسان إلى اليتيم والقريب وما أشبه ذلك، وأما الصوم صوم النفل فهو كثير كصوم يومي الإثنين والخميس وستة أيام من شوال وعشر ذي الحجة واليوم التاسع والعاشر من شهر محرم وغير ذلك، والحج أيضاً كذلك فيه نوافل كالطواف بالبيت في غير طواف النسك وكتكرار العمرة والحج بقدر المستطاع، هذا كله من النوافل، وقد ثبت في صحيح البخاري أن الله سبحانه وتعالى قال: ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ).

السؤال: أريد أن أحفظ من كتاب الله ما يتيسر، وأريد منكم توجيهي إلى الطريقة الصحيحة لحفظه كاملاً لا أنساه؟

الجواب: من أفضل الطرق لبقاء حفظ الإنسان للقرآن ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعاهد القرآن تعاهد قراءته يقرأه الإنسان كل يوم في الصباح والمساء وفي الليل لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده هو أشد تفصياً من الإبل في عقلها )، ومنها أن يدعو الله سبحانه وتعالى بإمساك القرآن عليه حتى لا يتلفت منه فإن الله سبحانه وتعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].

السؤال: ما هي حقيقة الزهد في نظر الإسلام؟ وكيف باستطاعتي أن أعيش حياة الزهد بحيث أن أكون بعيدة عن التنطع؟

الجواب: قال أهل العلم: إن الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة بحيث يترك الإنسان المباحات إذا لم تنفعه في الآخرة، ومما يعين على الزهد أن يتأمل الإنسان في هذه الحياة الدنيا وأنها دار ممر وليست دار مقر، وأنها لم تبق لأحد من قبلك، وما لم يبق لأحد من قبلك لا يبقى لك، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِينْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ [الأنبياء:34] يعني: لن يخلد أحد في هذه الدنيا، وكذلك يعلم أن هذه الدنيا دار تنغيص وكدر فما سر بها الإنسان يوماً إلا ساءه الأمر في اليوم الثاني، فإذا علم حقيقة الدنيا فإنه بعقله وإيمانه سوف يزهد بها ولا يؤثرها على الآخرة، قال الله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى [الأعلى:16-19].

السؤال: أصبت بمرض نفسي، وهذا المرض منعني من النوم مطلقاً فلا أنام إلا بواسطة العقاقير، فهل يحق لي أن أستعمل في رمضان هذه العقاقير؟ وهل يكون صيامي صحيحاً أفيدوني مأجورين؟

الجواب: أما استعمال هذه العقاقير في النهار فإنه لا يجوز؛ لأن أكلها يوجب الإفطار والإفطار، في رمضان حرام إلا لعذر، وأما أكلها في الليل فلا بأس به، ولكني أشير على هذا الأخ السائل أن لا يكثر من أكل هذه الحبوب؛ لأن هذه الحبوب قد تورث أمراً عكسياً يكون أشد عليه من المرض الذي أكل هذه الحبوب من أجله، ثم إني أشير عليه أيضاً أن لا يأكلها إلا بعد استشارة الطبيب المختص؛ لأن هذه الأدوية قد تختلف مركباتها، فإذا اختلفت تضاربت وصار بعضها داء حيث امتزج بالدواء الأول، ولو أنه اقتصر على دواء واحد وقلل منه ما استطاع لكان خيراً له.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى نور على الدرب [707] 3916 استماع
فتاوى نور على الدرب [182] 3697 استماع
فتاوى نور على الدرب [460] 3649 استماع
فتاوى نور على الدرب [380] 3503 استماع
فتاوى نور على الدرب [221] 3499 استماع
فتاوى نور على الدرب [411] 3479 استماع
فتاوى نور على الدرب [21] 3447 استماع
فتاوى نور على الدرب [82] 3441 استماع
فتاوى نور على الدرب [348] 3421 استماع
فتاوى نور على الدرب [708] 3343 استماع