خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/162"> الشيخ محمد بن صالح العثيمين . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/162?sub=8855"> فتاوى نور على الدرب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
فتاوى نور على الدرب [401]
الحلقة مفرغة
السؤال: يقول: إنه طالب في الجامعة يسكن في القسم الداخلي بغير صفة رسمية, ويأكل من مطعم الجامعة, فهل يحق له ذلك, أم يعتبر هذا المطعم وقفاً للطلبة الرسميين فقط في القسم الداخلي؟
الجواب: هذا السائل يقول: إنه يسكن في سكن الجامعة وهو من طلاب الجامعة, لكن سكناه كانت بغير صفة رسمية, فهل يحل له ذلك؟ يعني: هل يحل له أن يسكن ويطعم من مطعم الجامعة؟ وجوابنا: على هذا أنه لا يحل له أن يسكن ولا أن يأكل ويطعم من مطعم الجامعة؛ لأنه لا حق له في ذلك إذا لم يكن بصفة رسمية, ويجب عليه الخروج من سكن الجامعة, ولكن إذا كان مضطراً إلى السكن في سكن الجامعة فليقدم مرة أخرى للجهات المسئولة لتمنحه السكنى فيكون سكناه في ذلك بصفة رسمية يستبيح بها السكن والأكل والشرب من الجامعة.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنصح إخواني المسلمين أن الاستخفاف في مثل هذه الأمور أو الالتواء في الطلب بالحيل المحرمة التي يموهون بها على ولي الأمر ويكذبون عليه أحياناً, فإن ذلك من الخيانة ولا بركة لهم فيما يحصلون عن طريق الخيانة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)، والمؤمن أمين, صدوق, لا يكذب ولا يخون, ولا يغدر بالعهد, فنصيحتي لكل من يتعامل مع ولاة الأمور أن يتعامل معهم بالحق, بالصدق والبيان.
السؤال: هل لنا أن نسأل يا فضيلة الشيخ عن أمور لم تحدث مع فرض بعيد جداً لحدوثها؟
الجواب: الذي ينبغي للإنسان طالب العلم وغير طالب العلم أن لا يسأل عن أمور بعيدة الوقوع؛ لأن ذلك من المعاياة والإعجاز وإضاعة الوقت, وإنما يسأل عن أمور واقعة أو قريبة الوقوع، هذا بالنسبة للسائل, أما بالنسبة لمن يبحث أو يكتب فلا حرج عليه أن يأتي بأمور لإيضاح القاعدة أو الضابط وإن كانت نادرة الوقوع, وهذا طريق من طرق تعليم العلم, وأما السؤال فلا ينبغي أن يسأل إلا عن شيء واقع أو شيء قريب الوقوع.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أوجه إخواني طلبة العلم الذين بدءوا في طلب العلم والنقاش والبحث أوجههم فيما يتعلق بصفات الله تعالى أن لا يكثروا السؤال، بل ألا يسألوا عن شيء سكت عنه الصحابة والتابعون وأئمة الأمة؛ لأننا في غني عن هذا؛ ولأن الإنسان إذا دخل في هذه الأمور فيما يتعلق بصفات الله, فإنه يقع في متاهات عظيمة, يخشى عليه إما من التمثيل أو التعطيل، ولهذا أنكر الإمام مالك رحمه الله وغيره من الأئمة على من سأل في صفات الله عما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم, فقد سئل رحمه الله عن قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى أعلاه العرق من شدة وقع السؤال: عليه، ثم رفع رأسه وقال للسائل: الاستواء غير مجهول, والكيف غير معقول, والإيمان به واجب, والسؤال عنه بدعة.
وإنما كان السؤال عن كيفية الاستواء بدعة؛ لأن ذلك لم يقع من الصحابة رضي الله عنهم, الذين هم أحرص منا على العلم, وأشد منا تعظيماً لله عز وجل, ولم يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته مع أنه أحرص الناس على البلاغ لكن كيفية صفات الله وحقيقتها أمر مجهول, لا يعلمه إلا الله عز وجل، ولو كان هذا من الأمور التي تلزم الإنسان في دينه، أو تكون من مكملات دينه, لبينه الله عز وجل وبلغه رسوله صلى الله عليه وسلم, لكن هذا أمر فوق عقولنا لا يمكننا إدراكه, ولهذا أحذر مرة أخرى إخواني من الغوص في هذه المسائل, والتكلف والتنطع, وأن يبقوا النصوص على ما هي عليه في معانيها الظاهرة البينة, وأن لا يسألوا عن شيء لم يسأل عنه السلف الصالح، أما مسائل الأحكام فهي أهون, فلهم البحث والمناقشة ولهم أن يفرعوا على الضوابط والقواعد من الأمثلة ما قد يكون بعيد الوقوع والله الموفق.
السؤال: إذا صليت بأناس في الصلاة أشعر كأنني أفضل منهم, فأقسمت على نفسي ألا أجعل نفسي إماماً عليهم فما حكم ذلك؟
الجواب: هذا السؤال فيه شقان، الشق الأول: ما يلقيه الشيطان في قلب الإنسان عند فعل الأعمال الصالحة, فأحياناً يملي عليه الشيطان أنه معجب بنفسه, وأنه أفضل من غيره, فيقع فيما يقع فيه هذا السائل, ويدع التقدم في الأعمال الصالحة؛ لأن الشيطان قال له: إنك أفضل منهم, وهذا خطأ فالواجب على الإنسان أن يدع وساوس الشيطان, وأن ينزل نفسه المنزلة اللائقة به، وإذا كان الله تعالى قد من عليه بالعلم والفضل حتى يكون أحق من غيره, في هذا المنصب, فليحمد الله على ذلك وليتقدم, وليعرض عما يلقيه الشيطان في قلبه من كونه أعجب بنفسه أو رأي نفسه أفضل منهم.
أما الشق الثاني في هذا السؤال: فهو ترك العمل من أجل هذا، وترك العمل من أجل هذه الوساوس خور ورعب وجبن؛ لأن الذي يجب على الإنسان أن يكون عنده حزم وشجاعة وإقدام على العمل الصالح, بحيث لا يخضع للشيطان ووساوسه, فإن الشيطان أحياناً يحملك على ترك العمل الصالح بتخويفه إياه؛ لأن هذا رياء أو أن هذا فخر وإعجاب, فيدع العمل لأنه يخشى أن يكون مرائياً، وأن يكون معجباً بنفسه, وما أشبه ذلك، فعلى الإنسان أن يكون شجاعاً قوياً لدفع الشيطان ونزغاته فيفعل ما أمر الله به تطوعاً في المستحب والتزاماً بالواجب.
السؤال: ما حكم الإفتاء إذا علمت فتوى السؤال من شيخ من كبار العلماء؟
الجواب: الإفتاء بقول بعض العلماء الذين تثق بهم لا بأس به، ولكن لتكن صيغة الإفتاء بقولك قال فلان كذا وكذا، إذا كنت متيقناً من قوله، وأن هذه الصورة التي سئلت عنها هي التي يقصدها هذا العالم، وأما أن تفتي به جزماً فهذا لا ينبغي؛ لأنك إذا أفتيت به جزماً نسبت الفتوى إليك، وأما إذا نقلتها عن غيرك فأنت راوٍ تسلم من قاعدة هذه الفتوى وتسلم من أن ينسب إليك ما لست أهلاً له, فالإنسان المقلد ينبغي له أن ينسب القول إلى من قلده لا إلى نفسه, بخلاف الذي يستدل على حكم المسألة من الكتاب والسنة وهو من أهل الاستدلال, فلا بأس أن يفتي ناسباً الشيء إلى نفسه.
السؤال: إذا تجشأ شخص في الصلاة في جانبي فإن رائحته تؤذيني, فهل يحق لي أن أخرج من الصلاة لأنني أشعر بالتقيؤ من ذلك؟
الجواب: من المعلوم أن التجشؤ في الغالب لا يستمر، يحصل مرة واحدة, إلا أن يكون عند الإنسان مرض, فقد يتكرر ويستمر, والمرة الواحدة لا أعتقد أنها تصل بالإنسان إلى حد التقيؤ, وعلى هذا فلا تخرج من الصلاة, إلا إذا تكرر منه وتأذيت, فلا حرج عليك أن تنفصل من الصلاة وتكون في جانب آخر من الصف بعيداً عن هذا الرجل, وهكذا لو صلى إلى جانبك رجل عنده رائحة كريهة وعجزت أن تتحمل البقاء, فلك أن تنصرف وتصلي في جانب آخر بعيداً عنه, وبهذه المناسبة أود أن أقول: إن كل إنسان ذي رائحة كريهة تؤذي الناس لا يحل له أن يأتي إلى المسجد فيؤذي الناس, ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فيمن أكل بصلاً أو ثوماً: (لا يقربن مساجدنا)، وتعليله هذا بأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، فإن هذا الحديث يدل على أن من فيه رائحة كريهة لا يقرب المسجد لا في وقت الصلاة ولا في غيرها؛ لأنه إن كان في وقت الصلاة فإن الملائكة وبني آدم يتأذون بذلك, وإن كان في غير وقت الصلاة فإن الملائكة تتأذى به، ومعلوم أن أذية المؤمنين حرام؛ لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58].
وبعض الناس يأكل البصل والثوم ويأتي ورائحته تشمها من بعيد, فيدخل المسجد ويصلي مع الناس ويؤذيهم أذية شديدة, وهذا حرام عليه ولا يحل له.
فإن قال قائل: هل تجيزون له أن يأكل البصل ونحوه من ذوي الرائحة الكريهة إذا كان مباحاً في الشرع مع أنه يستلزم ترك المسجد؟
فجوابنا على هذا أن نقول: إن أكله من أجل ترك المسجد حرام عليه, وإن أكله لا لهذا الغرض ولكن لأنه يشتهيه أو لمنفعة فيه أو ما أشبه ذلك, فلا حرج عليه أن يأكل وإن أدى ذلك إلى ترك المسجد، ونظير هذا الرجل يسافر في رمضان, وإن لم يكن مضطراً إلى السفر, ومع هذا فإنه يلزم من سفره أن يستبيح الفطر, فهل نقول: إن السفر حرام لأنك تستبيح به الفطر لا، لا نقول هذا، بل نقول: سافر وأفطر، إلا إذا قصد بسفره الإفطار فإنه في هذه الحال يحرم عليه الفطر، ولو سافر بل قال أهل العلم: يحرم عليه الفطر والسفر معاً؛ لأن السفر لغرض محرم، وما كان لغرض محرم فهو حرام.
السؤال: البعض من الناس يذهبون إلى المساجد بثياب غير لائقة كملابس النوم, لعل لكم تعليقاً على هذا أيضاً يا شيخ؟
الجواب: كلمة: غير لائقة، ليس لها حد في الواقع؛ لأن بعض الناس يرى أنه لا يليق من اللباس إلا أطيبها, وبعض الناس لا يهتم, فلا ضابط لهذا, لكن إذا كانت الثياب تحمل رائحة كريهة فعلى ما سبق، وإن كانت لا تحمل رائحة كريهة فلا أظن أننا نمنع الإنسان من أن يأتي إلى المسجد، لكن إذا كان اللباس الذي خرج به مما ينفر منه الناس عادة كملابس النوم كما ذكرت فهذا نقول له: لا تخرج ولا إلى السوق بهذا اللباس؛ لأنه يخالف المروءة.
السؤال: أنا والحمد لله يوجد عندي كتب شرعية كثيرة من ضمنها كتاب رياض الصالحين, وفقه السنة المجلدات الثلاثة للشيخ سابق, وحيث إن عندي وقت فراغ كبير أريد أن أقضيه في شيء يفيدني, فأردت أن أتفقه في الدين, وأنا محتار بأي الكتابين أبدأ, هل أبدأ بكتاب رياض الصالحين أم بكتاب فقه السنة نرجو إفادة بذلك؟
الجواب: الذي أرى أن تبدأ بكتاب رياض الصالحين؛ لأن فيه آداباً عظيمة, قل أن توجد في غيره، وهو أيضاً في نفس الوقت مشتمل على فقه كثير من العبادات والمعاملات, فابدأ به أولاً ثم بعد هذا تبدأ فيما تراه من الكتب النافعة المفيدة، ومن الكتب المفيدة زاد المعاد في هدي خير العباد لـابن القيم الجوزية رحمه الله، فإنه كتاب جامع بين السيرة النبوية والفقه، ومن المعلوم لنا جميعاً أن دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أمر مهم مطلوب؛ لأنه به تعرف كثيراً من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وبه يزداد الإيمان والمحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصيحتي لك وللمستمع أن نقرأ بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن يجب الحذر من المقولات الضعيفة التي ألصقت بالسيرة وليست منها، ومن خير ما هو مؤلف في السيرة وفيه تمحيص جيد كتاب البداية والنهاية لـابن كثير فإنه جيد ومفيد.
السؤال: امرأة متزوجة وعندها طفلان, تحمد الله على ذلك ومواظبة على الصلوات الخمس في مواعيدها، ومواظبة على قراءة القرآن، تقول: ولكن مشكلتي عند الوضوء وعند الصلاة في كل فرض يصيبني وساوس أن وضوئي غير سليم، وأن صلاتي فيها شك، وتستمر معي المشكلة على هذا الحال، فانصحوني ماذا أفعل جزاكم الله خيراً يا فضيلة الشيخ؟
الجواب: هذه الوساوس من الشيطان، وقد قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]، والشيطان يوسوس لابن آدم في عبادته وفي معاملاته وفي جميع أحواله, حتى يدعه غير مستقر على أمر من الأمور وربما يفسد عليه العبادة من وجوه شتى, ودواء ذلك أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم، وينتهي عما وسوس به ويعرض عنه، ففي الطهارة مثلاً: يأتي للإنسان ويقول: ما غسلت يدك، ما أكملت الغسل، ما استوعبت اليد كلها التي يجب غسلها, وما أشبه ذلك, وربما تحدث له هذه الوساوس بعد فراغه من الوضوء، ودواء ذلك كله أن تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تعرض, حتى لو قال لك الشيطان: إنك لم تكمل الغسل, أو أنك أسقطت عضواً من أعضائك, فلا يهمنك ما دام الأمر فيك على سبيل الوسواس الدائم، ويأتي في الصلاة أيضاً يوسوس للإنسان بأنه لم يصل صلاة كاملة؛ بأنه نقص ركوعاً أو نقص سجوداً وما أشبه ذلك، فليعرض عنه وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا يضره، وربما يأتي بعض الناس فيما بينه وبين أهله فيقول: إنك طلقت زوجتك، أو قلت: لها إن فعلت كذا فأنت طالق أو ما أشبه ذلك وهو لم يقع لكنه وسواس، حتى إن بعض الناس يصل به الأمر إلى إفساد العبادة من أجل الوسوسة فيأتيه مثلاً ويقول: انتقض وضوؤك, وهو لم ينتقض, لكن لقوة الوسواس يذهب فيحدث ثم بعد أن يتوضأ من هذا الحدث يأتيه الشيطان ويقول: أحدث، ومن قوة ذلك الوسواس يذهب ويحدث، ثم يذهب ويتوضأ، وهكذا في الصلاة يأتيه الشيطان بعد أن صلى ركعة أو أكثر يقول: ما كبرت للإحرام، ما نويت الصلاة، فيقطع صلاته ويبتدئ من جديد, فإذا شرع فيها جاءه مرة ثانية وقال: ما نويت، ما كبرت فيعيد, وهكذا حتى يخرج الوقت والإنسان يبدأ وينهي ويستأنف وهكذا، وليس الأمر يقتصر على الفعل, لكن يكون في الإنسان قلق نفسي وتعب.
يأتي الوسواس كذلك بالنسبة للطلاق يقول: للشخص أنت طلقت زوجتك, وهو لم يطلقها لكن وساوس، ثم يقول: إذن: أستريح فيطلق، وربما تكون هذه الطلقة آخر طلقة فيقع في حرج شديد، ودواء ذلك كله أن يستعيذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم وينتهي, كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يأتيه الشيطان ويقول: من خلق كذا ومن خلق كذا حتى يقول له: من خلق الله فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولينته وليعرض عن هذا، وهذه البلوى تحدث لبعض الناس حتى إن أحدهم يسأل أحياناً يقول: إن الشيطان يقول لي: إنك تصلى للصنم, مع أنه في بيته ليس عنده صنم, وربما لا يعرف الصنم ولا يدري ما هو, لكن الشيطان يخدعه ويغره، وربما يقول له: إنك تصلى لله، ولكن أين الله، فيؤدي به إلى الجحود، نسأل الله العافية.
لكن دواء ذلك أن يقول: أنا توضأت الآن وصليت فلمن أصلي، أليس لله؟ هذا هو الإيمان، ولا أحد يتوضأ ويأتي ويصلي سواء في مصلاه إن كان ممن لا تجب عليه الجماعة أو في المسجد، إلا وهو مؤمن بالله عز وجل؛ لأنه لا يصلى ولا يتطهر إلا لله وهذا هو الإيمان، فما يلقيه الشيطان في قلب الإنسان من هذه الوساوس العظيمة يجب أن يطردها الإنسان بهذين الأمرين: بالاستعاذة بالله من الشيطان العظيم, والانتهاء عنها والإعراض عنها ثم بعد هذا تزول.