خطب ومحاضرات
شرح متن الورقات [4]
الحلقة مفرغة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تقدم لنا أن تكلمنا على بعض الأحكام الوضعية، فالمؤلف رحمه الله عرف الصحيح بأنه: (ما يتعلق به النفوذ ويعتد به)، وعرف الباطل بأنه: (ما لا يتعلق به النفوذ ولا يعتد به).
وتقدم لنا أن الفاسد هو الباطل عند الحنابلة إلا في مسألتين, وتقدم لنا أيضاً أن العلماء رحمهم الله، اختلفوا في تقسيم الأحكام الوضعية على عدة آراء، فبعضهم جعل الأحكام الوضعية ثلاثة: السبب والشرط والمانع, وبعضهم أضاف العلة, وبعضهم أضاف الصحة والفساد, والقضاء والأداء والإعادة, والرخصة والعزيمة.
والمؤلف لم يذكر شيئاً من الأحكام الوضعية, لكن نقول: من الأحكام الوضعية أيضاً: الشرط.
تعريف الشرط
وأما في الاصطلاح فهو: ما يلزم من عدمه العدم, ولا يلزم من وجوده وجود، ولا عدم لذاته.
قوله: (ما يلزم من عدمه العدم) مثال ذلك: الطهارة شرط لصحة الصلاة, والوقت شرط لصحة الصلاة, فلا يلزم من عدم الطهارة عدم الصحة.
وقد يوجد الشرط لكن لا توجد الصحة, إما لتخلف شرط آخر أو لوجود مانع آخر.
وقوله: (ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته), فقد توجد الطهارة، لكن لا توجد الصحة إما لوجود مانع من الموانع كالنجاسة مثلاً, وكونه مستصحباً للخبث, مع أنه وجد رفع الحدث. أو لفقد شرط آخر, فقد توجد الطهارة، لكن لا يوجد ستر العورة مثلاً.
وأيضاً لا يلزم من وجود الشرط عدم الصحة, فقد يوجد الشرط وتوجد الصحة لاكتمال الشروط وانتفاء الموانع, وقد يوجد الشرط وتعدم الصحة؛ لتخلف شرط أو لوجود مانع آخر.
أقسام الشرط من حيث هو شرط
القسم الأول: شرط لغوي, وذلك كقول الإنسان لرقيقه: إن دخلت الدار فأنت حر, أو قوله لزوجته: إن قمت فأنت طالق.
القسم الثاني: شرط شرعي, وهذا كاشتراط النية لصحة الصيام, واشتراط الطهارة لصحة الصلاة.
القسم الثالث: شرط عقلي, وهذا كاشتراط الحياة والعلم.
أقسام الشرط الشرعي
القسم الأول: شرط وجوب, كالزوال فإنه شرط لوجوب صلاة الظهر, وغروب الشمس شرط لوجوب صلاة المغرب.
القسم الثاني: شرط صحة, كالوضوء للصلاة.
والفرق بين القسمين: أن شرط الوجوب من باب خطاب الوضع, وأما شرط الصحة فهو من باب خطاب التكليف.
الشرط في اللغة: العلامة, ومنه قول الله عز وجل: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا [محمد:18], أي: علاماتها، ومن ذلك الشُرَط, وهم جند السلطان, سموا بذلك لأنهم يتميزون بملابسهم, فملابسهم علامة عليهم.
وأما في الاصطلاح فهو: ما يلزم من عدمه العدم, ولا يلزم من وجوده وجود، ولا عدم لذاته.
قوله: (ما يلزم من عدمه العدم) مثال ذلك: الطهارة شرط لصحة الصلاة, والوقت شرط لصحة الصلاة, فلا يلزم من عدم الطهارة عدم الصحة.
وقد يوجد الشرط لكن لا توجد الصحة, إما لتخلف شرط آخر أو لوجود مانع آخر.
وقوله: (ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته), فقد توجد الطهارة، لكن لا توجد الصحة إما لوجود مانع من الموانع كالنجاسة مثلاً, وكونه مستصحباً للخبث, مع أنه وجد رفع الحدث. أو لفقد شرط آخر, فقد توجد الطهارة، لكن لا يوجد ستر العورة مثلاً.
وأيضاً لا يلزم من وجود الشرط عدم الصحة, فقد يوجد الشرط وتوجد الصحة لاكتمال الشروط وانتفاء الموانع, وقد يوجد الشرط وتعدم الصحة؛ لتخلف شرط أو لوجود مانع آخر.
العلماء رحمهم الله يقسمون الشرط من حيث هو شرط إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: شرط لغوي, وذلك كقول الإنسان لرقيقه: إن دخلت الدار فأنت حر, أو قوله لزوجته: إن قمت فأنت طالق.
القسم الثاني: شرط شرعي, وهذا كاشتراط النية لصحة الصيام, واشتراط الطهارة لصحة الصلاة.
القسم الثالث: شرط عقلي, وهذا كاشتراط الحياة والعلم.
استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة | اسٌتمع |
---|---|
شرح متن الورقات [3] | 2755 استماع |
شرح متن الورقات [11] | 2360 استماع |
شرح متن الورقات [23] | 2274 استماع |
شرح متن الورقات [15] | 2235 استماع |
شرح متن الورقات [7] | 2071 استماع |
شرح متن الورقات [2] | 2042 استماع |
شرح متن الورقات [18] | 2027 استماع |
شرح متن الورقات [17] | 1972 استماع |
شرح متن الورقات [20] | 1946 استماع |
شرح متن الورقات [25] | 1925 استماع |