رسالة إلى الشيخ المبارك


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

يا عباد الله: فاتقوا الله تعالى حق التقوى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33].

معاشر المؤمنين: يقول الحق تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً [الحج:5] ويقول سبحانه: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ [الروم:54] وقال صلى الله عليه وسلم: (أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وقليل منهم من يجاوز ذلك).

أحبتنا في الله: اليوم نقف وقفة مع أنفسنا وهي تقبل على المشيب، أو تدخل الكهولة، ونقف وقفة مع آبائنا وأحبابنا الذي ودعوا سن الكهولة ودخلوا في المشيب، نقفها مع هؤلاء الأعزاء على قلوبنا، مع كبار السن الذين نحبهم إجلالاً، ونعزهم تقديراً، هؤلاء الذين رسموا للجيل طريق النجاح، وأناروا للجيل درب الحياة، نقف وقفة تحية وثناء، وشكرٍ وعرفان، لمن سطروا بتجاربهم أروع المثل في تربية أبنائهم وإصلاح مجتمعاتهم، ونقفها وقفة مع الذين شابوا، ولكنهم لا يزالون سادرين غافلين لاهين:

إن الأمور إذا الأحداث دبرها     دون الشيوخ ترى في بعضها خللا

فلأولئك الدعاء والثناء، وآخرون ممن كبروا ولا يزالون يعيشون المراهقة:

ويقبح بالفتى فعل التصابي     وأقبح منه شيخٌ قد تفتى

وقفة مع كبار السن الأجلاء، أو من بلغ شأواً أو طعن في السن فبلغ الستين، أو أدركه الكبر فهو في السبعين، أو صار هرماً فلا تسأل عنه وهو في الثمانين:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش     ثمانين حولاً لا أبالك يسأمِ

أيها الأحبة: نقول لمن شابت لحيته، أو شاب ذقنه وعارضاه، نقول لمن كبر سنه، أنت من أنت في مكانتك ومنـزلتك وقدرك، أنت الذي شبت في الإسلام، فاحمد الله على ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم: (من شاب شيبة في الإسلام، كانت له نوراً يوم القيامة) رواه الترمذي والنسائي ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من شاب شيبة كتب الله له بها حسنة، وكفر عنه بها خطيئة، ورفعه بها درجة).

فيا من اشتعل رأسه شيبا! يا من كبر وهو يتردد على المسجد كل يومٍ خمس مرات! احمد الله على أن بلغت هذه الحال وأدركت هذه السنين وأنت على التوحيد والعبادة، بلغت من الكبر عتيا ولم تسجد لصنم، ولم تركع لوثن، بل أنت عابدٌ خاشعٌ منيبٌ أوابٌ أواهٌ محبٌ لله تعالى، فمن حق هذا الذي شاب على هذه الحال أن يجل ويوقر، وأن يدعى له بحسن الخاتمة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم) رواه أبو داود ، فأنت لك شرفك ومنزلتك، تقدم في المجالس، وتقدم في الكلام، وتقدم في كل شيءٍ حتى في أمر الدين إن لم يكن معك من هو أعلم منك، بل إذا استوى كبير السن ومن هو أصغر منه في العلم، فيقدم كبير السن لكبر سنه: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، وإن كانوا بالسنة سواء، فأقدمهم هجرة، وإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا) رواه مسلم وغيره، يقول ربنا عز وجل: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37] والنذير هو الشيب كما جاء في تفسير الآية، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى امرئٍ أخر أجله حتى بلغه ستين سن)رواه البخاري .

قال القرطبي رحمه الله: والمعنى أن من عمّره الله ستين سنة لم يبق له عذر، لأن ابن الستين قريب من معترك المنايا، في سن الإنابة والخشوع، وترقب المنية والاستعداد للقاء الله عز وجل.

ويقول قتادة رحمه الله: [اعلموا أن طول العمر حجة، فنعوذ بالله أن نغتر بطول أعمارنا].

ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله) وليس كل طولٍ في العمر مزية يُحمد العبد عليها، بل ربَّ أناسٍ طالت أعمارهم وشابوا واحدودبت ظهورهم، وضعفت قواهم ولكنهم في مزيد من سخط الله وغضبه، واستجلاب عقابه وعذابه

المرء يفرح بالحياة     وطول عيشٍ قد يضره

تفنى بشاشته ويبقى     بعد حلو العيش مره

وتسوءه الأيام حتى ما يرى شيئاً يسـره

كم شامتٍ بي إذ     هلكت وقائل لله دره

ليس كل طول عمرٍ يحمد عليه العبد، إلا ما كان في طاعة الله: (طال عمره وحسن عمله).

فيا أيها الشيخ المبارك! يا من مضى من عمرك خمسون أو ستون.. ماذا قدمت؟ وماذا أعددت؟ وما هي عدة الرحيل وأنت تتهيأ لينقلك الأحباب والورثة، والأبناء والزوجة، لينقلوك من سعة دارك وقصرك، إلى ضيق لحدك وقبرك، ومن أنس أحبابك وخلانك، إلى وحشة الدود والجنادل والظلام في المقبرة؟ ومن نور هذا البيت وإضاءة هذا القصر، إلى ظلمة هذا اللحد والقبر، ماذا أعددت وأنت على وشك الرحيل: (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه).

أيها الشيخ المبارك: جاوزت الخمسين أو أقبلت عليها أو تمضي فيها ولم تحفظ بعد جزءاً من كتاب الله عز وجل.

أيها الشيخ المبارك: جاوزت الخمسين وأنت لا تزال تدع الصلاة مع الجماعة وتصلي في دارك بأوهى عذرٍ، ولو كان عرضاً قريباً أو سفراً قاصداً، أو مصلحة مادية لانقلب ذاك الضعف قوة، وذلك التقوس في ظهرك اعتدالاً وصلابة، وتلهث وراء عرضٍ من الدنيا يسير، أولما دعاك المنادي حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح تثاقلت وجثمت على فراشك، أولما دعاك عبدٌ من عباد الله إلى عرضٍ فانٍ، وحطامٍ حقيرٍ من الدنيا انقلبت شاباً صلباً قوياً جلداً، طويل اللسان إلا في ذكر الله، طويل الباع إلا في الإنفاق في سبيل الله، طويل الخطى إلا في المشي إلى طاعة الله ومرضاته! عجباً لمن شاب على هذه الحال! نسأل الله السلامة والعافية.

البعض يشيب ويكبر ويطعن في السن، ولم يتعود بعد أن يتقدم بين يدي ربه في الهزيع الأخير من الليل، بل لا زال بعضهم يكبر سنه ويطول سهره، ويكبر سنه ولا يزال يسهر افتتاناً بهذه القنوات الفضائية، وحديثه في المجالس إذا تصدرها رأيت في القناة الفلانية في البارحة الساعة الثانية ليلاً من قال كذا وكذا، وشاهدت في القناة الفلانية في الساعة الثالثة ليلاً من فعل كذا وكذا، ومثلك حقيقٌ به أن يكون في الثانية والثالثة ليلاً راكعاً ساجداً، باكياً أواباً، خاشعاً خاضعاً لله، يرجو الآخرة ويخشى عذاب ربه.

[رأى أبو الدرداء رجلاً فقال له: كم عمرك؟ قال: ستون سنة، قال أبو الدرداء : الله أكبر! منذ ستين سنة وأنت تسير إلى ربك، يوشك أن تصل، فبكى الرجل فقال: ما الحيلة رحمك الله أبا الدرداء ، قال: أصلح ما بقي يغفر الله لك ما مضى].

أيها الشيخ المبارك: يا من شبت وشاب ذقنك وعارضك، وسواءً ظهر الشيب أم أخفيته بالصبغ أو الحلاقة: (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وقليل منهم من يجاوز ذلك) إذا علمت بقول نبيك صلى الله عليه وسلم، فلا تظنن أن حساب المنايا وقدوم الآجال يتوقف إن أنت غيرت من هيئتك، أو أخلفت من حالك، ظناً أن الآجال لا تأتي إلى كبار السن، واعلم أن مزيداً من التلميع أو التغيير في هذه الشخصية، لن يجعل المنية تبتعد قليلاً أو كثيراً، واعلم أنك لا تصلح ما أفسد الدهر:

عجوزٌ تمنت أن تعود صبية     وقد ذبل الخدان واحدودب الظهر

فراحت إلى العطار تبغي شبابها     وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر

إذا جاء النذير، وضعفت القوة وضعف البصر، واحتجت إلى العصا، وأدركت أنك مودعٌ، وأنك في انحدارٍ وانقطاعٍ من هذه الدنيا،

إذا الرجال ولدت أولادها     وأصبحت أسقامها تعتادها

وكثرت من سقمٍ عوادها     تلك زروعٌ قد دنا حصادها

فما أجمل الاستعداد للقاء الله عز وجل، يا من شبت ماذا تصنع إذا بلغت هذه الحال والله عز وجل يقول: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الأحقاف:15]؟ قال ابن كثير رحمه الله: وفيه إرشادٌ لمن بلغ الأربعين، أن يجدد التوبة وأن يعزم عليها.

وقال النووي رحمه الله في رياض الصالحين : بابٌ في الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر.

ونقلوا أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة. وقال مالك رحمه الله: أدركت أهل العلم عندنا وهم يطلبون الدنيا والعلم، ويخالطون الناس حتى يأتي لأحدهم أربعون سنة، فإذا أتت عليهم اعتزلوا الناس واشتغلوا بالعبادة حتى يأتيهم الموت.

نحن لا نقول يجب على كل من بلغ الأربعين أن يقطع مصالح الدنيا من كسبٍ حلالٍ وسعي على الذرية والزوجة والولد، بل نقول ينبغي لمن بلغ هذا السن أن يستعد، وأن يأخذ مزيداً من الاستعداد في وقته وطاقته، وإنفاقه وماله؛ ليقدم على الله عز وجل بذلك، ولتعلم أن العبرة بصلاح النهايات لا بقوة البدايات، ولتعلم أن المدار على آخر العمر، وأن الأعمال بالخواتيم، ولهذا كان من الدعاء المأثور، اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وصح عنه صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة) ولا شك أن من شاب وتقدمت به السن، فهو أقرب إلى الموت، لأن الشباب ينتظرون مزيداً من العمر، وأما من شاب فلم يبق في عمره بقدر ما مضى، فالحرص الحرص يا من شبتم، والحرص الحرص يا كبار السن، والحرص الحرص يا من تخطون في هذه الأعمار إلى المقابر والدار الآخرة، الحرص على الإكثار من الطاعات، والإكثار من الاستغفار، والاستكثار من ذكر الله عز وجل، فإن الإنسان إذا تعود شيئاً أكثر من ذكره وشب وشاب ومات عليه:

عود لسانك ذكر الله تحـظ به     إن اللسان لما يعتاد قوالُ

أيها الأحبة! كثيرٌ من الناس ومنهم كبار السن على الأخص، ظن أن كبر سنه مسوغٌ له أن يتكلم في رد حقٍ أو قبول باطلٍ أو مكروه، وبعضهم إذا أُمر بمعروف أو نهي عن منكر قال لمن نصحه أو عامله: اسكت.. أنا أكبر منك وأنا أعلم منك، وليس في الحق كبيرٌ وصغير، إنما الكبر في قوة العلم بالدليل وخشية الله: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] أيها الكبير في السن: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36].. وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ [النحل:116] نعم. بعض كبار السن إذا أمر أو نهي قال حدثنا من قبلنا، وأخبرنا من أدركناهم ونقلنا عمن عرفناهم فنقول له: إن كنت نقلت عن علماء أجلاء (فأنعم وحيهلا) وإذا كنت تنقل عن كبار سنٍ، أو آخرين ممن سبقوك إلى المقابر لم يعرفوا بعلمٍ ولا هدى ولا دليل، فليس في قولهم حجة، وليس في كلامهم محجة، بل الحجة فيما قاله الله وقاله رسوله صلى الله عليه وسلم، وأفتى به عالمٌ جليلٌ يُطمأن إلى علمه وخشيته وتقواه، وهذه مسألة عظيمة لكبار السن ولصغارهم، أن يقبلوا الحق ولو على أنفسهم، وأن يقبلوا الحق ممن جاء به ولو كان الذي جاء به صغيراً أو أقل علما:

تعلم فليس المرء يولد عالماً     وليس أخو علمٍ كمن هو جاهلُ

رب كبير القوم لا علـم عنده     صغيرٌ إذا التفت عليه المحافل

فبعض كبار السن قد ينفر من الحق ويرده إذا جاء به ولدٌ أو صغيرٌ أو قريبٌ ممن يراه ليس حقيقاً أن يحمل هذا، ولكن الحقيقة أن من حمل كلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو شريفٌ بذلك، يعظم شأنه وقدره بمقدار ما حمل من كلام الله وكلام رسوله، ويا أيها الذي شاب إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور:51].

أيها الأحبة في الله: الاستعداد للمشيب حتى لا تكون الخطبة والكلمة لمن اشتعلت رءوسهم شيباً، بل وحتى تكون الموعظة للمتكلم والسامع، والشاب والذي بلغ سن المشيب، إن صلاح المشيب يتطلب استعداداً في وقت الشباب، الذين شابوا وتعودوا دخول المساجد قبل المؤذنين، والذين شابوا وتعودوا أن يمكثوا في المساجد ليكونوا آخر الناس خروجاً منها، الذين شابوا وأصبحت قلوبهم ترفرف في المساجد، وتهوي وتخفق شوقاً إلى المساجد، الذين شابوا وهم إذا دخلوا في المسجد أصبحوا كالسمكة في الماء، نعيماً ولذة، وإذا خرجوا منها أصبحوا كالسمكة قد أخرجت من الماء فهي تحن إلى الماء؛ لأن فيه أنس أرواحهم، ولذيذ ذكرهم، وجميل إخباتهم، ولذتهم في ركوعهم وسجودهم، هؤلاء لم يبيتوا ليلة غافلين عن المساجد فأصبحوا فجأة عشاقاً لها، لا.. إنما عودوا أنفسهم على ذلك، وقطعوا قطعاً وفصلاً جذرياً جوهريا في مرحلة من مراحل عمرهم استعداداً وقراراً صائباً حاسماً لا تردد فيه؛ أن ما مضى وانتهى ما انتهى، ليعود الواحد استعداداً للقدوم بين يدي ربه.

نحن ما خلقنا في هذه الدنيا لنظل ونستقر فيها، إنها ممر وليست مستقراً، ومن تعلق بالدنيا استوحش من الآخرة، ومن اشتاق إلى الآخرة أعد لها وعمل لها، قيل للحسن البصري : [ما بالنا نكره الموت ونحب الدنيا؟ قال: لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم آخركتم، فتكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب].

فيا أيها الأحبة: لا بد من الاستعداد للمشيب، ولا بد من تعويد النفس على المكث في المساجد، والتبكير إليها، ما الذي يضيرك أن تعود نفسك تاراتٍ وتارات، حتى يصبح أمراً لا بد منه ولا تقبل أن تتأخر عنه، أن تذهب إلى المسجد قبل الأذان وتمكث فيه؟ وما الذي يصدك أو يردك أن تمكث فيه؟ وما الذي يصدك أن تعود نفسك البقاء في بيوت الله، على حلق الذكر ورياض الجنة، ومجالس العلم، حتى تعود نفسك الأنس واللذة وأنت تخر بوجهك وجبهتك ساجداً إلى الأرض، عود نفسك أن تتلذذ بتمريغ الجبهة والأنف في حال السجود. وتأمل حالك وأنت تخضع وتركع لله عز وجل متلذذاً بهذه الحال التي حرم منها من لا يستطيع الركوع، أو حرم منها من لا يستطيع السجود.

يا من شاب في الإسلام: احذر أن تفسد خاتمتك بالجور في الوصية، فإن من الناس من يكون صاحب مسجدٍ وعبادة، وصاحب قيامٍ وتهجدٍ وذكر، ولكن إذا خط القلم وكتب وصيته جار فيها جوراً عظيماً، جعله -والعياذ بالله- ينقلب إلى سوء الخاتمة، فتراه يوصي بحرمان البنات من الميراث، أو تراه يوصي بتفضيل ولدٍ على ولد في الميراث، وذلك لا يجوز أبداً، وما دام أن الله قد أحسن إليك في مشيبك وأقبلت على هذه الخاتمة الحسنة، فإياك أن تفسدها بجورٍ في الوصية، واعلموا يا معاشر الورثة أن من رأى وصية جورٍ، فإنه واجبٌ عليه، ولا نقول يجوز؛ بل واجبٌ عليه أن يبدلها وأن يغيرها، وألا يكون سبباً في تحقيق إثمٍ على كاتبها أو من أوصى بها، بل هو آمرٌ بمعروف مغيرٌ للمنكر.

أيها الشيخ المبارك: يا من شبت في الإسلام! أنت القدوة لأولادك ولأبناء حيك وجيرانك، فليكن كلامك حسناً ولباسك حسنا، وفعلك حسنا، وإياك أن تخرم مروءتك ،وإياك أن تهدم هيبتك حينما تزبد أو ترعد بأدنى تصرفٍ في متابعة أمرٍ لا يليق، أو انسياقٍ وراء شهوة شبابية من لعب ورقٍ، أو مشاهدة مباريات رياضية، أو مصارعة حرة، أو سهرٍ على الباطل، أو قنواتٍ فضائحية،

هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها     ما بال أشيب يستهويه شيطانُ

إنك لتعجب يوم أن ترى كباراً في السن أخفوا شيبهم أو بقي شيبهم ظاهراً، وهم أمام المصارعة الحرة، يتصرعون أمام الشاشة إذا صرع صاحبهم أو صرعه خصمه، وإنك لتعجب من عباراتٍ بذيئة نتنة ملؤها السباب والشتيمة واللعن والطرد والإبعاد من رحمة الله، إذا كان يلعب الورق ثم أخلف صاحبه لعبته، أو أفسد عليه خطته، ينقلب إلى مراهقٍ يملأ المجلس سباً وشتماً، وربما بلغت المسألة إلى حد المضاربات والكلام البذيء.

عجباً لأولئك الذين كبروا في السن وهذا فعلهم ولا يزالون على ذلك، كيف تكون قدوة صالحة ولا يزال (بكت الدخان) في جيبك؟ كيف تكون قدوة صالحة وأنبوب الأرجيلة أو الشيشة لا يزال أنيس شفتيك بدلاً من أن يكون ذكر الله ديدنك وطبعك وهجيراك؟

يا من شبت في الإسلام! أما تستحي وقد أكرمك الله بشيبة كريمة، إخوانك في الشيشان وداغستان ، والبوسنة ، والصومال وغيرها، شابوا يشردون، شابوا يطردون، شابوا مرضى لا يجدون دواء، شابوا فقراء لا يجدون مالاً، شابوا جياعاً لا يجدون طعاماً، شابوا ظمأى لا يجدون ماءً عذباً زلالا، وأنت قد شبت والدواء بين يديك، ولا تزال العافية في بدنك، ولا تزال كريماً في مجلسك في بلدك، في وطنك، في عزك وكرامتك، شيبة كريمة فلا تفسدها بالذنوب والمعاصي، شيبة عزيزة فلا تذلها بمعصية الله عز وجل والإمعان فيها، بل اجعل بينك وبين الله سراً في التهجد والذكر، والإنفاق في سبيل الله عز وجل.

سبحان الله! شيخٌ كبيرٌ يريد أن يحاكي الشباب في مشيته، وحركته، وكلامه، وربما زين له الشيطان فحلق لحيته، أو خضب لحيته بالسواد، أو غير ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: (لا تنتفوا الشيب! فإنه نور المسلم، من شاب شيبة في الإسلام كتب الله له بها حسنة، وكفر عنه بها خطيئة، ورفعه بها درجة)رواه أحمد وأهل السنن . وذكر عبد الرزاق في مصنفه عن سعيد بن جبير أنه قال: (يعمد أحدكم إلى نورٍ جعله الله في وجهه فيطفئه).

أيها الشيخ المبارك: يا من شبت في الإسلام! يا من طعنت في هذه السنين! يا من ودّعت من السنين ما ودّعت، العودة العودة إلى الله، والإياب الإياب إلى الاستغفار، والرجوع الرجوع إلى طاعة الله ومرضاته، وبادر نفسك بالتوبة، بادر نفسك بالإنابة، وتخلص من الذنوب والمعاصي قبل أن يتلذذ بها من بعدك، وأنت الذي تحاسب عليها يوم القيامة.

بعض الذين شابوا يؤتى إليهم فيقال لهم: أسهمكم في البنوك الربوية.. تخلصوا منها ما دمتم على قيد الحياة، فيقول: لا. اشترينا السهم بألف ريال، والآن السهم بمائة وثلاثة وستين ألفاً، من يفرط في مائة واثنين وستين ألفاً، إذا لم تجعل هذا الفرق تحت قدميك توبةً وإنابة لله عز وجل، واستغفاراً من ذلك: فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة:279] فاعلم أن مائة واثنين وستين ألفاً سوف يتمتع بها الورثة من بعدك، وإذا جاءوا يوم القيامة يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:34-37].

وقال كل خليلٍ كنت آمله     لا ألهينك إني عنك مشغولُ

تأتي يوم القيامة تطلب حسنة، نصف حسنة، ربع حسنة، ألم أجمع لكم أموالاً، ألم أخلف لكم ثروات، ألم أفعل لكم ...؟ يقولون: هذا يومٌ كلٌ يقول فيه: نفسي نفسي، إذا كان أولوا العزم والملائكة الكرام والأنبياء والرسل، والشهداء والصديقون يقولون: نفسي نفسي، يقول صلى الله عليه وسلم: (يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت، لا أملك لك من الله شيئاً يوم القيامة) إذا كان هذا شأن أولي العزم، بل شأن سيد الأنبياء والمرسلين، فما شأنك يا مسكين؟ أتظن أنك إذا خلفت ثروة من الحرام، من أسهم البنوك الربوية، أتظن أنك تبيت أو تموت قرير العين، وأنت الذي تحاسب عليها وتعذب عليها، وتكوى بنارها، ألا فتخلص منها، لأنهم لو ضربوا هذه المبالغ في عددها عشر مرات ما أخرت الأجل عنك ساعة: فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ [الواقعة:83-85] ماذا يفعل أبناؤك الذين خلفت لهم أموالاً حراماً؟ إن كان فيهم خيراً تخلصوا منها وإلا تمتعوا بها، وجعلوا عذابها وحسابها وشؤمها عليك وحدك، إن كانوا لا يعرفون حقيقة مصادرها.

أيها الأحبة! إن من العجب والمحزن والمبكي، أن ترى بعض كبار السن لا يزال غارقاً في لشهواته، عددٌ ليس بالقليل من كبار السن، لما تقاعدوا من أعمالهم، تجد البعض منهم سافروا إلى الخارج وسكنوا هناك، والناس يتمنون أن يعيشوا في بلاد الإسلام، إن من الصالحين من لما تقاعد من وظيفته واشتعل رأسه شيباً هاجر إلى مكة والمدينة يريد أن يموت فيها، من استطاع أن يموت في المدينة فليفعل، المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وآخر لما تقاعد اشترى له شقة في بلدٍ النساء فيه كاسيات عاريات، وبعضهم لا يجد أنسه إلا إذا أخذ جرائد الصباح واستمتع بها في مشهدٍ قد امتلأ طريقه وممر عبور الناس فيه بألوان الغاديات، وأصناف الكاسيات العاريات، يا سبحان الله.. إن منهم هداهم الله -وأقول هذا الكلام، وهي رسالة لا شك أنها ستصل أناساً ممن هم على هذه الشاكلة- من يمكث طيلة السنة خارج المملكة ، فإذا جاء رمضان جلس في بيته يصوم مع أولاده، وليلة العيد الويل كل الويل إن لم تكن بطاقة الصعود إلى الطائرة للعود إلى تلك البلاد قد أعدت له، يترك شيئاً يسيراً من المال لأهله ويعيش وحده هناك، الله أعلم كيف يعيش، بل بعضهم معلومٌ عيشه بشهادة الشهود العيان، يشار إليه بالبنان، ويعرف حاله ومآله، وما يتقلب فيه بتلك البلاد، وقد قلت ذات يومٍ لأحدهم يا فلان! في كل مرة يستقبلك أولادك في المطار، وإن لم تتب فيوماً من الأيام يستقبلون تابوتاً فيه جثتك، اعلم إن لم تقطع هذه العادة والهجرة إلى بلاد الكفر والسكنى والمكث والبقاء فيها، إن لم تقطع هذه المعصية، إن لم تبادر بالإقلاع عن هذا الفعل لتعيش في بلاد التوحيد والإسلام، ولتجاور واحداً من الحرمين مكة أو المدينة، اعلم إن لم تبادر بالتوبة والإنابة والرجوع وأنت تعز وتكرم بين أولادك الذين يتعطشون لاستقامتك، ويتعطشون لحسن خاتمتك، ويخافون من حالٍ يشمت بهم الشامتون فيك، يقول لهم الناس فلانٌ أولاده تعودوا أن يستقبلوه، واليوم استقبلت جثته مع العفش، مع عفش المسافرين في المطار، فأسألك بالله من الذي يحمد حالك، أو يشكر صنيعك، أو يذكرك بخير، أو يذكر لك سيرة حسنة.

اللهم أحسن ختامنا، اللهم أحسن ختامنا، اللهم أحسن ختامنا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة في دين الله ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

أحبتنا في الله: عودٌ والعود أحمد إلى آباءٍ كرام، وأجدادٍ أجلاء لا يزال بعضهم جاهلاً بطريق الحياة، وأنها تنتهي إلى بابٍ مسدودٍ اسمه المقبرة، انتقالٌ إلى دار برزخية، وما أدراك ما يكون في هذه الدار البرزخية.

أتيت القبور فناديتهـا     أين المعظم والمحتقر

وأين المذل بسلطانـه     وأين العظيم إذا ما افتخر

انتهاء وانتقال من هذه الدنيا إلى حالٍ لا يدفن مع الملك خادمه، ولا مع القائد جنديه، ولا مع الثري ماله، ولا مع الأميرة وصيفتها، ولا مع كبيرٍ ولا صغير: وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ [الأنعام:94] القدوم بين يدي الله عز وجل، الحال: حفاة عراة وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ [الأنعام:94] فلمَ لا نستعد، ولِمَ لا نتهيأ، ولِمَ لا نتخلص من هذه الذنوب وهذه الأوزار بدلاً من أن تكون ميراثاً وتركة؟ ما ظنكم برجلٍ يشيب ثم يموت، فيقول الناس قد ترك مائة سهمٍ ربويٍ يتنازعه الورثه، أو ترك ألواناً وأصنافاً من آلات اللهو والطرب، أو ترك أضرباً وأنواعاً من أسباب العقوبة والمقت والسخط؟

إن الواجب على من تقدمت به السن، أن ينتبه لنفسه أكثر وأكثر، والعجب أن المثقفين من كبار السن، كلما تقدمت بهم السنون؛ كلما ازداد مراجعاتهم للأطباء، والتحاليل المخبرية، وفحوصات الأشعة، من أجل ماذا؟ لأنهم يدركون أن الضعف قد بدا على الأبدان، وما كانوا يترددون على الأطباء في فترة شبابهم، لكن لما كبر السن وظهر الشيب وضعفت القوى أخذوا يترددون، وهذا دليل على أن الشيء ينقص ثم ينقص ثم ينتهي، فيا كبار السن! عودوا إلى الله عز وجل، حتى تكون الخاتمة سعيدة هنيئة لذيذة.

اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة، وميتة سوية ومرداً إليك غير مخزٍ ولا فاضح، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، إلهنا وربنا ومولانا وخالقنا، يا ودود يا ودود.. يا ذا العرش المجيد، يا فعالٌ لما تريد، نسألك اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى، يا من إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، اللهم أهلك الروس الشيوعيين، اللهم اجعل سلاحهم في صدورهم، واجعل كيدهم في نحورهم، واجعل الدائرة عليهم، اللهم كما قهرتهم في أفغانستان فاقهرهم في الشيشان وداغستان، اللهم اجعلهم غنيمة للمسلمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنهم يحاصرون جروزني عاصمة إخواننا في الشيشان، إلهنا.. فاجعل جندك وملائكتك تحول بينهم وبين ما يريدون يا رب العالمين، اللهم اجعل جنودك الذي لا يعلمها إلا أنت تحول بينهم وبين ما يريدون، اللهم اجعل جنودك الذي لا يعلمها إلا أنت تحول بينهم وبين ما يريدون، اللهم ارحم النساء الثكالى، والأطفال اليتامى، والشيوخ الركع، والبهائم الرتع، اللهم ادفع البلاء عن إخواننا، اللهم ارفع البلاء عن إخواننا في الشيشان وداغستان، إلهنا.. لا حول ولا قوة إلا بك، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا وحسب إخواننا الله، حسبنا وحسب إخواننا الله وكفى وهو نعم الوكيل، اللهم سدد إخواننا المجاهدين، ووحد صفهم واجمع كلمتهم، وأقم على التوحيد دولتهم يا رب العالمين، اللهم انصرهم، اللهم عجل نصرهم، اللهم احفظهم، اللهم ثبتهم، اللهم أعنهم، اللهم أنزل الصبر والثبات واليقين والطمأنينة في قلوبهم يا رب العالمين، إلهنا ومولانا آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمع شملنا وحكامنا وعلماءنا على طاعتك، ولا تفرّح علينا عدواً ولا تشمت بنا حاسداً يا رب العالمين.