ديوان الإفتاء [398]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير، والبشير النذير، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، متعكم الله بدنياكم وأخراكم.

السؤال: ما حكم الدين في رمي الأوراق في مناطق النجاسة، علمًا بأن هذه الأوراق فيها لغة القرآن؟

الجواب: لا يجوز، وهذا أمر محرم، وكل ما كان بلغة العرب فواجب علينا تعظيمه وحفظه أو إحراقه، وإذهاب ما فيه من الأحرف العربية، أما إلقاء الجرائد والأوراق والكتب في سلة المهملات مع الأوساخ والقاذورات أو طرحها في أماكن النجاسات، فهذا كله لا يجوز، وقد قال ربنا سبحانه: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [الحج:32].

السؤال: مطلقة لم تتم العدة، هل يجوز لها الذهاب لزيارة أختها أو أقاربها؟

الجواب: نعم، يجوز لها بإذن زوجها، إذا كانت الطلقة رجعية، سواء كانت طلقة أولى أو ثانية على غير عوض، فهذه طلقة رجعية والحقوق الزوجية باقية، ولذلك لا ينبغي لها أن تخرج في العدة إلا بإذن زوجها.

السؤال: إذا اتهمني شخص بالفاحشة كيدًا، والله يعلم أني لم أفعل، ماذا أفعل معه؟

الشيخ: فوض أمرك إلى الله عز وجل، كما فعل يعقوب عليه السلام: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف:18]، وكما قال مؤمن آل فرعون: وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [غافر:44]، ومطلوب من الإنسان إذا ابتلي بمن يتهمه في عرضه أن يقتدي بالصالحين ممن اتهموا وما زالوا يتهمون كأمنا عائشة رضي الله عنها، ويقيننا: إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا [الحج:38]، وأن الله جل جلاله: لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ [الحج:38]، وهذا الذي يتكلم في أعراض الناس متوعد بالعذاب في الدنيا والآخرة، كما قال ربنا جل جلاله: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ المُبِينُ [النور:23-25].

السؤال: يا شيخ! أنا أصلي الصبح حاضرًا، ولكني لست حافظة دعاء القنوت، أرجو أن تذكرني به؟

الجواب: دعاء القنوت يا أختاه ليس بواجب، لو أنكِ صليتِ وما قنت فالصلاة صحيحة باتفاق أهل العلم، لكن لو أردت أن تقنتي فإن القنوت الثابت عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق ).

وأما القنوت الثابت من رواية الحسن بن علي رضي الله عنهما: ( اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يعز من عاديت، ولا يذل من واليت ).

السؤال: عندي أمر آلمني شديداً أفكر فيه باستمرار، كرهت حتى الكلام، واستخرت وأنا على حالي؟

الجواب: الإنسان إذا وقع في مثل هذا الهم أو الغم فليستعن بالله عز وجل، وليكثر من الاستغفار فإن ( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن وكل ضيق مخرجًا ) ويكثر أيضًا من الدعاء، فإن الله عز وجل: يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62].

السؤال: منذ خطوبتي قبل أربع سنين وأنا على أسوأ حال بسبب عدم رغبتي في خطيبي، ولا أستطيع رفضه؟

الجواب: جاهدي نفسكِ، وسلي الله أن يجعل لك فيه الخير، وإذا تبين لكِ استحالةً الاقتران به فخير لك أن تواجهي وليكِ، وأن تبيني حقيقة مشاعركِ؛ لئلا تدخلي في أمر تعلمين أن مآله إلى الفشل.

السؤال: في الوضوء هل يجدد الماء للاستنشاق ثلاث مرات أم يصح بماء واحد؟

الجواب: يصح بماء واحد، ويصح بالتجديد، ويصح أن يجمع الإنسان بين المضمضة والاستنشاق، بمعنى: أنه يأخذ ثلاث غرفات: الغرفة الأولى: يتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم الثانية: يتمضمض ويستنشق ويستنثر، ثم الثالثة: يتمضمض ويستنشق ويستنثر، ويصح أن يكون المضمضة والاستنشاق بست غرفات، فهذا كله جائز إن شاء الله.

السؤال: أسأل عن إنسانة تصلي وتصوم؛ لكنها تؤمن بالواسطة؟

الجواب: لا بأس، الشفاعة موجودة في دنيا الناس، وقد قال ربنا جل جلاله: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا [النساء:85].

السؤال: ما حكم اليمين المنعقدة؟

الجواب: اليمين المنعقدة يجب الوفاء بها، ولو أن الإنسان حنث فإنه تلزمه كفاره بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن عجز عن هاتين الخصلتين فإنه ينتقل إلى الصيام: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89].

السؤال: شخص ظلمني واتهمني في عرضي، وحرض زوجي فطلب مني مسامحته بلساني لا بقلبي وأنا مظلومة، هل سأجد حقي يوم القيامة؟

الجواب: نعم، تجدين حقك إن شاء الله، وأنا أعجب من كثرة هذه الأسئلة، فيبدو أن كثيرًا من الناس -عياذًا بالله- قد قل ورعهم، وعظم شرهم، وصاروا يطلقون ألسنتهم في أعراض المؤمنين والمؤمنات بغير خوف من حساب ولا عذاب، وينبغي أن نذكر هؤلاء جميعًا بأن الكلام في الأعراض من كبائر الذنوب، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات).


استمع المزيد من الشيخ الدكتور عبد الحي يوسف - عنوان الحلقة اسٌتمع
ديوان الإفتاء [485] 2822 استماع
ديوان الإفتاء [377] 2648 استماع
ديوان الإفتاء [277] 2534 استماع
ديوان الإفتاء [263] 2532 استماع
ديوان الإفتاء [767] 2506 استماع
ديوان الإفتاء [242] 2475 استماع
ديوان الإفتاء [519] 2464 استماع
ديوان الإفتاء [332] 2442 استماع
ديوان الإفتاء [550] 2406 استماع
ديوان الإفتاء [303] 2404 استماع