ديوان الإفتاء [281]


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:

إخوتي وأخواتي! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

ومرحباً بكم في حلقة جديدة. أسأل الله أن يجعلها نافعة مفيدة، وأن يعيننا جميعاً على العمل بما نعلم.

والآن أبدأ باستقبال أسئلة المتصلين فمرحباً بكم، ومع الاتصال الأول في هذه الليلة.

المتصل: هناك كلمة مفردة وردت في الجزء الثالث لم تتكرر أبداً في القرآن, وهي بمعنى الأمر الذي يثقل حمله حسياً ومعنوياً، فما هي هذه الكلمة؟

الشيخ: أجيبك إن شاء الله أبشري.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: بعض المشايخ عقب الصلاة ومجرد أن الإمام يسلم من الصلاة يقوم الواحد فوراً فيلقي موعظة أو درساً، ولا يزال في الناس مسبوق يتم صلاته وآخر يأتي بالأذكار التي بعد الصلاة، فأرجو تقديم نصيحة لهؤلاء.

السؤال الثاني: سمعنا بحديث لكن كأنه ليس له مستند وهو: ( ويل للقارئ من المصلي، وويل للمصلي من القارئ ) فما حاله؟

الشيح: إن شاء الله أجيبك أخي مبارك .

المتصل: بارك الله فيك يا شيخ! ما هي حدود كشف العورة بالنسبة للمرأة عند التزيين لزوجها، بمعنى أنها تكشف ما بين السرة والركبة عند المرأة التي تقوم بتزيينها لزوجها فهل هذا جائز؟

الشيخ: تسمعين الإجابة إن شاء الله.

المتصل: عندي أربعة أسئلة:

السؤال الأول: أريد تفسير الآية السابعة عشرة من سورة الرعد؟

السؤال الثاني: بالنسبة لمن يقرأ القرآن في الأماكن العامة -ليس في المسجد- أو أثناء الصلاة، ويمر بآية فيها سجود، فهل يسجد أم يستبدلها بالدعاء أم تسقط عنه؟

السؤال الثالث: عندنا عاملات في الشركة من أجل النظافة، فيهن المسلمات وغير المسلمات ويدخلن الحمام جميعاً لأجل الاستحمام، وكل واحدة تكشف عورتها أمام الثانية، وأنا أقوم بنصح المسلمات منهن مرات كثيرة، فما حكم ذلك؟

السؤال الرابع: ما هو تفسير الروح في قوله تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء:85]، وأيضاً في قوله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر:4]؟

الشيخ: بالنسبة للأخت التي سألت عن كلمة واردة في الجزء الثالث في القرآن الكريم بمعنى الأمر الذي يثقل حمله حسياً ومعنوياً.

فهذه الكلمة هي الواردة في سيدة آي القرآن آية الكرسي قول الله عز وجل: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، لا يَئُودُهُ [البقرة:255]، أي: لا يثقله، حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، جل جلاله.

فربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة قد أتى بعشر جمل كلها توحيد وتعظيم له، اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [البقرة:255]، هذه الجملة الأولى، ومعناها: لا إله غيره ولا رب سواه، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255]، السنة من الوسن وهو أول النعاس، الله جل جلاله منزه عن السنة والنوم، والسنة والنوم من صفاتنا نحن معشر بني آدم؛ لأن فينا قدرة وعجزاً، أما الله جل جلاله فهو قادر بلا عجز، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255]، كل شيء في ملكه جل جلاله كما قال: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [النجم:31].

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [آل عمران:189]، أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ [يونس:66]، لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255].

مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255]، ومعناها: من الذي يملك أن يشفع عند الله عز وجل إلا بعد أن يأذن كما قال سبحانه: وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء:28]، وكما قال سبحانه: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ:38]، وقال: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255].

الجملة الثانية: الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255].

الجملة الثالثة: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ [البقرة:255].

الجملة الرابعة: لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [البقرة:255].

الجملة الخامسة: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة:255].

الجملة السادسة: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ [البقرة:255]، الله عز وجل يعلم ما كان من أخبار الأمم الغابرة، والقرون الداثرة، وما كان في ماضي الإنسانية، ويعلم ما يكون في مستقبل الأيام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة:255]، فالإنسان لا يتعلم شيئاً من علم الله جل جلاله إلا إذا شاء الله أن يعلمه إياه، كما قال مخاطباً سيد العلماء، وخير الأنبياء عليه الصلاة والسلام: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء:113].

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ[البقرة:255]، الكرسي فسرت بالعلم، وسع علمه السموات والأرض، وفسر الكرسي بالمعنى المعروف على ما ورد في الحديث الصحيح: ( ما السموات والأرض بالنسبة لعرش الرحمن إلا كحلقة ألقيت في فلاة، والعرش بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة ).

وَلا يَئُودُهُ[البقرة:255]، أي: لا يثقله، حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، فهو جل جلاله له علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الأنعام:18]، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5].

الشيخ: وأما بالنسبة لسؤال أخينا مبارك حمزة من عطبرة فإنه يسأل أن ناساً يقومون بعد السلام مباشرةً فيتحدثون ويعظون، وما زال في الناس مسبوق يتم صلاته، وآخر يأتي بالباقيات الصالحات، وثالث يستغفر، ورابع يدعو. فأقول: لا شك بأن هذا الفعل ليس بصواب، بل من أراد أن يذكر الناس فإنه يصبر إلى أن يسبح المسبحون, وإلى أن يفرغ المسبوقون، ثم بعد ذلك يتكلم بالذي يريد.

وإذا كان يخشى أن يخرج الناس فيمكن أن يقف بين أيديهم ويشير إليهم أن اصبروا، وهو نفسه يأتي بالباقيات الصالحات، وبعد ذلك يعظ الناس بما يريد فيكون قد جمع بين الحسنيين.

الشيخ: وأما سؤاله عن حديث: (ويل للقارئ من المصلي، وويل للمصلي من القارئ)، فليس بحديث، ولكن هناك حديث في معناه وهو صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أيها الناس! ألا كلكم مناج ربه، فلا يجهرن بعضكم على بعض ).

السؤال: الأخت أم محمد من الخرطوم تسأل عن حدود كشف العورة بالنسبة للمرأة مع المرأة.

الجواب: المرأة لا ينبغي لها أن تكشف أمام النساء من جسمها إلا ما جرت العادة بإظهاره: كالشعر والنحر والذراعين وكذلك أسافل الساقين، أما غير ذلك فلا يحل للمرأة أن تبدي من عورتها شيئاً سواء كانت عورة مخففة كالصدر ونحوه، أو عورة مغلظة كالتي بين السرة والركبة، لا لمن تزينها ولا لغيرها.

وبالنسبة إلى ما بين السرة والركبة إذا أرادت المرأة تزيينهما فيزينها زوجها أو تزين نفسها، أما أن تكشف أمام النساء فإن هذا لا يحل ولا يجوز، وفي سورة النور قال الله عز وجل: أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ [النور:31] .

السؤال: الأخت أم سليمان من جبرة سألت عن تفسير الآية السابعة عشرة من سورة الرعد وهي قوله تعالى: أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ [الرعد:17] .

الجواب: هذه الآية المباركة من أروع آي القرآن في البيان، وقد استخرج منها علماء البلاغة بضعة عشر نوعاً من أنواع البلاغة، وغايتها ضرب المثل، فالله عز وجل قد ضرب فيها مثلاً للحق والباطل، وبين أن الحق ثابت لا يزول ولا يضمحل، وأن الباطل مهما طفا وعلا فأمره إلى زوال.

وضرب مثلاً للحق بسيل أنزله الله عز وجل من السماء، فانتفع الناس بهذا السيل فشربوا منه وسقوا وحفظوا، وهذا السيل يعلوه زبد لا قيمة له ولا نفع فيه، وغايته إلى زوال واضمحلال فكذلك الباطل.

فالحق مضروب له المثل بالسيل، والباطل مضروب له المثل بالزبد الذي يطفو على سطح الماء ولا ينتفع به، هذه هي خلاصة هذه الآية، ومن أراد أن يتدبر هذه الأنواع من البلاغة فليراجع بعض التفاسير التي عنيت بهذا النوع من إعجاز القرآن كتفسير الألوسي روح المعاني، وكذلك البحر المحيط، وكذلك تفسير أبي السعود ، وكذلك الكشاف للزمخشري ، وغير ذلك من التفاسير.

السؤال: وتسأل لو أنها لو قرأت آية سجدة وهي في المواصلات ماذا تصنع؟

الجواب: لو استطاعت أن تسجد بالانحناء فهي مأجورة، ولو أنها لم تسجد فليس عليها شيء فسجدة التلاوة ليست بواجبة وإنما هي مستحبة؛ كما قال عمر رضي الله عنه: (أيها الناس! أربعوا على أنفسكم, إنا قرأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجدنا، فمن سجد فله أجرها، ومن لم يسجد فلا شيء عليه ).

الشيخ: أما قصة دخول الحمام سوياً في حق العاملات التابعات لإحدى شركات النظافة ومنهن المسلمات وغير المسلمات، فهذه قد مضى الجواب عنها في جواب الأخت أم محمد في أن المرأة ما يجوز لها أن تكشف عورتها المخففة ولا المغلظة أمام النساء فضلاً عن غيرهن، فدخول المرأة إلى الحمام بغير مئزر، واطلاع النساء على عورتها هذا لا شك أنه من المنكر الشنيع الذي ينبغي أن يتعاون الناس في النهي عنه.

الشيخ: أما قول ربنا جل جلاله في سورة الإسراء: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85]، فهذه الآية نزلت جواباً على المشركين الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتية خرجوا في الدهر الأول ما كان خبرهم؟ وعن رجل ملك المشارق والمغارب؟ وعن الروح؟

فنزلت سورة الكهف في الجواب على السؤالين الأولين، الفتية هم أصحاب الكهف، والرجل الذي ملك المشارق والمغارب هو ذو القرنين عليه وعلى نبينا سلام الله، وأما الروح فقد قال الله عز وجل: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء:85]، فماهية الروح سر لا يعلم حقيقته إلا الله.

وكلمة الروح في القرآن تطلق أحياناً على النفس كما في قوله تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا [الزمر:42] ، وكقول الله عز وجل: وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ [الأنعام:93] ، أي: أرواحكم.

وأما قوله تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ [القدر:4] ، فالمراد بالروح هنا: جبريل عليه السلام، وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ[الشعراء:192-193] أي: جبريل عليه السلام.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: كنت أخرج مع زوجي كل سنة عند رأس السنة الميلادية للاحتفال بها، ولم أخرج هذه السنة عندما سمعت أن هذا الاحتفال لا يجوز، فغضب عليَّ زوجي وتركني وذهب للحفلة، فما حكم ذلك؟

السؤال الثاني: مع أن زوجي طيب وشريف, لكن أوقظه في صلاة الصبح ليذهب ويصلي في الجامع، فيقول لي: لماذا أصلي في الجامع أنا أصلي هنا؛ لأن الصلاة في الجامع ليس فيها أجر، فما نصيحتكم له؟

الشيخ: أنا أجيبك إن شاء الله أبشري.

المتصل: يا شيخ! ما هي كيفية صلاة التسابيح!

الشيخ: يا حسن ! أجيبك إن شاء الله شكراً لك.

المتصل: بعد صلاة الفجر مباشرة يدعو الإمام المصلين، فيجتمعون حوله فيقرأ عليهم ما تيسر من القرآن حتى أصبحت عادة مستمرة, فما حكم هذا العمل؟

السؤال: بالنسبة لسؤال الأخت أم محمد من بور سودان، تقول: إنها كانت معتادة في كل عام أن تحتفل برأس السنة الميلادية، فتخرج مع زوجها، وفي هذا العام امتنعت جزاها الله خيراً لأنها سمعت بأن هذا الاحتفال لا يجوز، وأن زوجها قد غضب منها وذهب للحفل.

الجواب: أبشرك بأن زوجك سيرضى عنك إن شاء الله؛ لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: ( من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس )، فأنت أسخطت زوجك وأرضيت ربك، وإن شاء الله ربك كفيل بأن يرضي زوجك، وما قمت بفعله هو الصواب بارك الله فيك، فإننا معشر المسلمين قد سن لنا نبينا عليه الصلاة والسلام ثلاثة أعياد وكلها مرتبطة بالعبادة:

أما العيد الأول: فهو عيد الفطر بعد عبادة الصيام: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:185] .

وأما الثاني: فهو عيد الأضحى المرتبط بعبادة الحج، وعبادة النحر، وهذا الذي يكون في العاشر من ذي الحجة.

وأما العيد الثالث: فهو الذي يتكرر في كل أسبوع "يوم الجمعة" وهو مرتبط أيضاً بذكر الله تعالى في تلك العبادة العظيمة التي تكون في ظهر يوم الجمعة.

وأعيادنا نحن المسلمين فيها التكبير، والتهليل، والذكر لله تعالى، والشكر على نعمه العظيمة، والتوسعة على الأهل والعيال بالمباحات والطيبات، فليست أعياداً للمعصية، ولا أعياداً الهدف منها أن نهيم على وجوهنا في الشوارع، وما يصنعه السفهاء من التقاذف بالماء والتقاذف بالبيض وأنواع من الفساد يحدثونها ويقلدون فيها من غضب الله عليهم ولعنهم، فهذا ليس ديننا، وليس المسلم العاقل من يفعل ذلك، بل المسلم هو من يعتز بدينه، ومن يعتز بشخصيته، ومن يفعل ما أمر الله به.

أما هذا الذي يحتفل بأعياد المسلمين وأعياد غيرهم، وهو مع هؤلاء وهؤلاء, فهو من المذبذبين المتميعين في دينهم، ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة فوجد لأهلها يومين يلعبون فيهما قال عليه الصلاة والسلام: ( إن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى )، وليست أعيادنا للمعصية، ولا للسفه، ولا لتضييع الأموال، ولا لمبارزة الله عز وجل بالحرب، وإنما أعيادنا للذكر والشكر والطاعة والعبادة.

الشيخ: وأما غضب زوجك حين توقظينه لصلاة الصبح، وقوله: بأن هذه الصلاة لا أجر فيها، نقول: لا، بل فيها أجر إن شاء الله، كون الإنسان وجد من يعينه على طاعة الله فاستجاب فهذا طيب، ويمكن أن تخلصي زوجك من الحرج بدلاً من أن توقظيه مباشرةً، يعني: ضعي عند رأسه جرساً يوقظه، أو نحو ذلك من الأمور الميسرة الآن، والحصول عليها يتأتى بسهولة إن شاء الله.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: ما حكم مباعدة الخطوط في الصلاة أكثر مما ينبغي؟

السؤال الثاني: أنا موظف وتقوم الحكومة بخصم زكاة شهرية من مرتبي، فما الحكم في هذا العمل؟

الشيخ: أجيبك عن سؤاليك إن شاء الله.

المتصل: عندي أربعة أسئلة.

السؤال الأول: عن قاطع الرحم؟

والسؤال الثاني: عن تارك الصلاة؟

والسؤال الثالث: عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟

والسؤال الرابع: عن حق الجار؟ وجزاك الله خيراً يا شيخنا! وبارك الله فيك.

الشيخ: وأنت جزاك الله خيراً، وهذه الأسئلة قد مضى الجواب عنها، والكلام عليها تحديداً.

المتصل: عندي سؤالان:

السؤال الأول: صمت يوم العاشر من محرم بنية القضاء وصيام عاشوراء، فهل يجوز هذا الفعل؟

السؤال الثاني: ما هو تفسير قوله تعالى من سورة الكهف: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ [الكهف:29]!

الشيخ: سأجيبك إن شاء الله وشكراً لك.