عرض كتاب الإتقان (71) - النوع التاسع والستون فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين.

فسنأخذ من كتاب "الإتقان" ما يتعلق بالنوع التاسع والستين فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب.

وهذا النوع مما ذكره البلقيني في كتابه "مواقع العلوم من مواقع النجوم" وقد ذكره بعد أن كمل الأصناف الخمسين فذكر جملة من الأنواع التي لا تدخل تحت حصره, ومنها هذا النوع التاسع والستين, وقد زاد عليه السيوطي في كتابه التحبير, ثم في هذا الكتاب زاد بعض الأسماء والكنى والألقاب.

علاقة هذا المبحث بعلوم التفسير وعلوم القرآن

لو تأملنا ما يتعلق بما وقع من الأسماء والكنى والألقاب, وتعلقه بعلم التفسير, فإنه ليس له تعلق, بمعنى: أن معرفة الأسماء أو دلالات الأسماء ليس لها تعلق بفهم المعنى, وله تعلق بعلوم القرآن قطعاً, لكن لو أدرنا أن نربطه ببعض أنواع علوم القرآن, أسباب النزول هذا لو كانت مبهمة مثلاً: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ رَجُلٌ [يس:20], هذا مبهم, فيمكن أن يرتبط أحياناً بأسباب النزول.

علاقة الأسماء الصريحة الواردة في القرآن بمبحث المعرب

لكن الاسم فيه صريح, يرتبط بموضوع مهم جداً سبق الحديث عنه, ومرتبط بالنوع العام الذي سميناه نزول القرآن وهو المعرب، فله علاقة بالمعرب؛ لأن الأسماء المذكورة الآن مرتبطة بالمعرب؛ فإذاً هو له تعلق بهذا النوع.

الآن لو تأملنا بما أن هذا النوع ليس له علاقة بالتفسير, وهو من علوم القرآن ومرتبط في المعرب, وله ارتباط أيضاً بمسألة أخرى من مسائل علوم القرآن مرتبطة بالمعرب, وهي: هل يصح أن يقال إن في القرآن ما ليس عربياً؟

هذه المسألة نوقشت في المعرب, ولا شك أن فيها تفصيلاً, فيصح من جهة ولا يصح من جهة.

فمن جهة الأسماء يصح أسماء الأعلام هذه يصح، وإن كانت أسماء أشخاص، أو أسماء لمدن أو غيرها؛ فهذه الأسماء ليس فيها إشكال في كونها تكون ورادة بلغة العرب, مثال ذلك من باب التقريب: لو أن كاتباً عربياً عاش في أحد مدن الغرب, ثم كتب مذكراته باللغة العربية وذكر أسماء المدن التي مر عليها, وأسماء الأشخاص الذين قابلهم, وأسماء بعض الآلات وبعض الأشياء التي رآها, فلا يقال: إن هذه القصة ليست عربية خالصة.

فإذاً إذا تأملنا هذا الكلام في هذه المسألة؛ فنقول: إن الكلام عن هذا الموضوع بالذات يجب أن ينتبه إلى أنه حينما يقال: إن في القرآن ما هو أعجمي, أنه لا يدخل في باب المعاني ولا في باب الأساليب. ولو قلنا بعجمته فإنه لا يؤثر على عربية القرآن, يؤثر على عربية القرآن لو كان من جهة مدلولات الألفاظ أو من جهة الأساليب, على سبيل المثال: إذا كنا مثلاً نقول بالمجاز، على من يقول بالمجاز, فهذا الأسلوب أسلوب عربي؛ فاستخدامه عربي, لكن لو كان هناك أسلوب خاص بقوم ليسوا من العرب واستخدمه القرآن, فهنا يقال: إن فيه إشكالاً.

إذاً لم يرد استخدام أسلوب ليس بعربي، ولا دلالة لفظ ليست بعربية.

أما الأسماء والكنى والألقاب فهذه لا تؤثر, فضلاً عن بعض الأسماء فإنها قد عربتها العرب بألسنتها, فحولتها من لغاتها التي قيلت بها إلى اللغة العربية.

مثلاً ما ذكره السيوطي في أول اسم وهو آدم أبو البشر, ذكر أنه مشتق من الأدمة, قال: ولذ منع من الصرف؛ لأنه على وزن أفعل وأنه وصف مشتق من الأدمة.

وذكر عن الجواليقي أنه قال: أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة: آدم وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم, مع أن عندنا هوداً أيضاً من الأسماء العربية.

كذلك من أسماء الأقوام ثمود، لكن نمشي على ما ذكره, ثم بعد ذلك ذكر عن القوم فقالوا: هو اسم سرياني أصله آدام بوزن خاتام عرب بحذف الألف الثانية, والثعلبي قال: التراب بالعبرانية آدام؛ فسمي آدم به, وقال ابن أبي خيثمة عاش تسعمائة وستين سنة.

وسنناقش هذه المسألة وبناءً على نقاشها يندرج على أشياء كثيرة مما ذكر, أنا أذكر هذه المسألة مع أنه قد يقال فيها ما يقال: من أنها طويلة الذيل قليلة النيل؛ لأنه مرتبطة بموضوع مرتبط بغيبيات؛ خاصة ما يتعلق بتاريخ اللغات وتاريخ المنطقة.

لو تأملنا ما يتعلق بما وقع من الأسماء والكنى والألقاب, وتعلقه بعلم التفسير, فإنه ليس له تعلق, بمعنى: أن معرفة الأسماء أو دلالات الأسماء ليس لها تعلق بفهم المعنى, وله تعلق بعلوم القرآن قطعاً, لكن لو أدرنا أن نربطه ببعض أنواع علوم القرآن, أسباب النزول هذا لو كانت مبهمة مثلاً: وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى المَدِينَةِ رَجُلٌ [يس:20], هذا مبهم, فيمكن أن يرتبط أحياناً بأسباب النزول.

لكن الاسم فيه صريح, يرتبط بموضوع مهم جداً سبق الحديث عنه, ومرتبط بالنوع العام الذي سميناه نزول القرآن وهو المعرب، فله علاقة بالمعرب؛ لأن الأسماء المذكورة الآن مرتبطة بالمعرب؛ فإذاً هو له تعلق بهذا النوع.

الآن لو تأملنا بما أن هذا النوع ليس له علاقة بالتفسير, وهو من علوم القرآن ومرتبط في المعرب, وله ارتباط أيضاً بمسألة أخرى من مسائل علوم القرآن مرتبطة بالمعرب, وهي: هل يصح أن يقال إن في القرآن ما ليس عربياً؟

هذه المسألة نوقشت في المعرب, ولا شك أن فيها تفصيلاً, فيصح من جهة ولا يصح من جهة.

فمن جهة الأسماء يصح أسماء الأعلام هذه يصح، وإن كانت أسماء أشخاص، أو أسماء لمدن أو غيرها؛ فهذه الأسماء ليس فيها إشكال في كونها تكون ورادة بلغة العرب, مثال ذلك من باب التقريب: لو أن كاتباً عربياً عاش في أحد مدن الغرب, ثم كتب مذكراته باللغة العربية وذكر أسماء المدن التي مر عليها, وأسماء الأشخاص الذين قابلهم, وأسماء بعض الآلات وبعض الأشياء التي رآها, فلا يقال: إن هذه القصة ليست عربية خالصة.

فإذاً إذا تأملنا هذا الكلام في هذه المسألة؛ فنقول: إن الكلام عن هذا الموضوع بالذات يجب أن ينتبه إلى أنه حينما يقال: إن في القرآن ما هو أعجمي, أنه لا يدخل في باب المعاني ولا في باب الأساليب. ولو قلنا بعجمته فإنه لا يؤثر على عربية القرآن, يؤثر على عربية القرآن لو كان من جهة مدلولات الألفاظ أو من جهة الأساليب, على سبيل المثال: إذا كنا مثلاً نقول بالمجاز، على من يقول بالمجاز, فهذا الأسلوب أسلوب عربي؛ فاستخدامه عربي, لكن لو كان هناك أسلوب خاص بقوم ليسوا من العرب واستخدمه القرآن, فهنا يقال: إن فيه إشكالاً.

إذاً لم يرد استخدام أسلوب ليس بعربي، ولا دلالة لفظ ليست بعربية.

أما الأسماء والكنى والألقاب فهذه لا تؤثر, فضلاً عن بعض الأسماء فإنها قد عربتها العرب بألسنتها, فحولتها من لغاتها التي قيلت بها إلى اللغة العربية.

مثلاً ما ذكره السيوطي في أول اسم وهو آدم أبو البشر, ذكر أنه مشتق من الأدمة, قال: ولذ منع من الصرف؛ لأنه على وزن أفعل وأنه وصف مشتق من الأدمة.

وذكر عن الجواليقي أنه قال: أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة: آدم وصالح وشعيب ومحمد صلى الله عليه وسلم, مع أن عندنا هوداً أيضاً من الأسماء العربية.

كذلك من أسماء الأقوام ثمود، لكن نمشي على ما ذكره, ثم بعد ذلك ذكر عن القوم فقالوا: هو اسم سرياني أصله آدام بوزن خاتام عرب بحذف الألف الثانية, والثعلبي قال: التراب بالعبرانية آدام؛ فسمي آدم به, وقال ابن أبي خيثمة عاش تسعمائة وستين سنة.

وسنناقش هذه المسألة وبناءً على نقاشها يندرج على أشياء كثيرة مما ذكر, أنا أذكر هذه المسألة مع أنه قد يقال فيها ما يقال: من أنها طويلة الذيل قليلة النيل؛ لأنه مرتبطة بموضوع مرتبط بغيبيات؛ خاصة ما يتعلق بتاريخ اللغات وتاريخ المنطقة.

فأريد أن أقرب هذه الصورة؛ لأنه قد حصل فيها خلط عظيم, ولولا وجود الخلط واللبس الذي أحدثه المستشرقون والتوراتيون في المنطقة العربية حال دراسة تاريخ هذه المنطقة؛ لما احتجنا إلى هذا الكلام ولبقينا على ما يذكره علماؤنا: ليس لها أي أثر علمي تطبيقي إطلاقاً؛ لكن بسبب هذا الخلط نحتاج إلى أننا ننبه إلى هذه المسائل المهمة.

ومع الأسف! يتفق جميع الباحثين بلا استثناء الذين صدروا عن البحث التوراتي، وهو: إثبات مقصود الباحث في التوراتي, ومن يريد أن يثبت أن ما في التوراة صحيح, يعني: الباحثون التوراتيون من المستشرقين وغيرهم, وكذلك من لا يرى التدين أو لا يرى أصل الدين التوحيد، هؤلاء مع الأسف! أجمعوا جميعاً على عدم اعتماد مصادر المسلمين في كتاباته؛ فليس القرآن عندهم مصدراً ولا سنة النبي صلى الله عليه وسلم مصدر, وقد يأخذون أحياناً بشيء مما في يراه العرب المسلمون لتعزيز فكرة عندهم وليس لأنه مصدر موثوق.

وأنا لم أجد إلى اليوم خلال قراءاتي في هذه الموضوعات من اعتمد على القرآن على الأقل على أنه مصدر من المصادر.. إذا تنزلنا مع الخصم يعني: من المصادر وهي تعتبر من مصادر الساميين مثلاً؛ تنزلاً مع الخصم؛ لا نجد هذا، مما يدل على أن هناك إرادة لتغييب كل ما يتعلق بالعرب أو بالإسلام في هذه المسألة.

نأتي الآن إلى ما قاله علماؤنا السابقون كما قلت: ليس لها أي أثر علمي؛ ولهذا ما كانت تعنيهم, فيقولون: سرياني وعبراني ويقولون مثلاً: آرامي، ويقولون: كلداني حبشي.. ألفاظ هكذا, لم تؤثر عندهم، ولم يكن لها أي أثر, كان هناك نقاش ومنزع عقدي صغير تكلم به بعضهم, مثل ما تكلم أبو عبيدة لما قال: من يقول في القرآن بغير العربية فقد أعظم على الله الفرية، لكن هذه المسألة العلمية حسمت وانتهت فما نحتاج فيه إلى أن نعيد أو أن نناقش ما ذكره علماؤنا، والأقوال الثلاثة المذكورة عندهم في هذه المسألة.

الذي أريد أن ننتبه له هنا المسألة الأولى التي ذكرتها وهي: عدم الالتفات إلى مصادرنا عند هؤلاء الباحثين.