دور طالب العلم


الحلقة مفرغة

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين.

تمييز الله الإنسان بالعلم

أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى قد ميز هذا الجنس البشري عن سائر الأجناس بما خصه به من العلم النافع، ولذلك فإنه سبحانه وتعالى حين أخبر الملائكة بخلقه لـآدم عليه السلام بلغهم بذلك، و آدم منجدل في طينته، فقال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ [البقرة:30]، فهنا علم أن تميز الإنسان ليس بالعبادة، فلا يمكن أن يساوي عبادة الملائكة الذين يسبحون ويقدسون الليل والنهار، كما قال الله تعالى: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20]، فالملائكة عباد مكرمون: لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أطت السماء، وحق لها أن تئط، فما فيها موضع قدم أو موضع أربعة أصابع إلا وملك لله فيه ساجد أو راكع )، فلا يمكن أن يتدارك البشر عبادة الملائكة، فليس تميزهم عن الملائكة بالعبادة، كذلك لا يمكن أن يساووهم في القوى، فالملائكة ذوو قوة عظيمة نوه الله بها في كتابه، فإنه سبحانه وتعالى قال: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [التكوير:20-21] في وصف جبريل عليه السلام، وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [النجم:6]، (ذو مرة) أي: ذو قوة عجيبة، فقوة الملائكة لا يمكن أن يتدارك بها قوى البشر.

وكذلك الجن أوتوا من السرعة والقوة ما ليس لدى الإنسان، فكان تميز الإنسان بالعلم، ولذلك كان جواب الله للملائكة واضحاً إذ قال: قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة:30-33].

فكانت نتيجة هذه المسابقة نجاح آدم وتميزه، فإنه هنا نجح نجاحاً باهراً حين قال الله له: يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ [البقرة:33]، وهذا النجاح هو سر تميز البشر، لذلك لا بد أن يكون كل أحد من البشر طالباً للعلم؛ لأنه بهذا يتميز، وبالأخص من هذه الأمة التي شرفها الله بأن جعلها أمةً وسطاً خياراً عدولاً؛ لتكون شهداء على الناس، فإذا سمعت ما يتعلق بطلبة العلم فلا تظن أن ذلك مختص بطلاب المحاضر أو طلاب الجامعات، بل الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهم جميعاً طلاب علم، بل الرسول صلى الله عليه وسلم هو قائد طلاب العلم، فلم يأمره الله بالاستزادة من شيء وطلبه إلا من العلم، فقال: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه:114]، فكان صلى الله عليه وسلم بذلك طالباً للعلم، وهكذا كل من دونه، فالمؤمنون يسلكون طريق الجنة، وطريق الجنة هو ما يطلب فيه الإنسان العلم، وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) .

اختيار الله من يحمل العلم

إن الذين يطلبون هذا العلم ويحملونه لا يختارون هذا الطريق لأنفسهم، وإنما يختارونه باصطفاء رباني، واختيار قدسي من عند الله سبحانه وتعالى يختارهم له، فالله سبحانه وتعالى لم يكن ليجعل وحيه بدار هوان، ولم يكن ليأتمن على وحيه المفلسين، فلذلك يختار من أهل كل زمان شهوداً عدولاً ليحملوا هذا الوحي، وليؤدوا هذا العلم إلى الناس، وأولئك الشهود قد اصطفاهم الله سبحانه وتعالى بما أهلهم له من حمل هذه الأعباء الجسيمة التي هيأ لها الرسل من قبل، فجعلهم خلفاء عن الرسل، وأحال إليهم عند الخلاف، وأمر بطاعتهم، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59]، ثم قال: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83]، فقوله: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] أي: أولو العلم، فهم أولو الأمر الذين أحال الله إليهم عند التنازع والخلاف، وأمر بطاعتهم؛ لأنهم مبلغون عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم أمناء الله على وحيه، والموقعون عن رب العالمين، وهم القائمون بأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالات ربه، فإن الله تعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الأبيض والأسود والأحمر، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وقد علم الله أن عمر محمد صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز ثلاثاً وستين سنة، لكن بقية عمره بتبليغ رسالات ربه إنما هي في أعمار طالب علمه وحامليه الذين يبلغونه لمن وراءهم، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس في حجة الوداع يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يوم جمعة، فقام في الناس خطيباً فقال: ( ألا لعلي لا أراكم بعد عامكم هذا، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، ثم قال: ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، فنكت بمسبحته في السماء وقال: اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد ) .

وإنه صلى الله عليه وسلم عهد إلى من تحمل هذا العلم أن يبلغه لمن وراءه، ولذلك قال: ( نظر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) .

أهمية العمل بالعلم

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا العلم ميراث الأنبياء، وبين ميزته وفضله، ومن هنا فليس المقصود أن يشتغل الإنسان بالعلم لذاته دون أن يكون لذلك أثر في حياته، فهذا لا نفع فيه، بل هو حجة قائمة عليه حينئذ، وسلاح ذو حدين، إما أن ينتفع به الإنسان وإما أن ينضر به، ولهذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إن أخوف ما أخافه أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فأقول: بل علمت، فيقال: ففيم عملت فيما علمت؟

وكذلك روى عنه أبو عمر في جامع بيان العلم وفضله أنه قال: إن أخوف ما أخافه يوم القيامة كتاب الله، أن لا تبقى آية آمرة إلا جاءتني فقالت: يا أبا الدرداء ! قد أتيتك آمرةً فلم تأتمر بي، ولا آية زاجرة إلا جاءتني، فقالت: يا أبا الدرداء ! قد أتيتك زاجرةً فلم تنزجر بي.

أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى قد ميز هذا الجنس البشري عن سائر الأجناس بما خصه به من العلم النافع، ولذلك فإنه سبحانه وتعالى حين أخبر الملائكة بخلقه لـآدم عليه السلام بلغهم بذلك، و آدم منجدل في طينته، فقال: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ [البقرة:30]، فهنا علم أن تميز الإنسان ليس بالعبادة، فلا يمكن أن يساوي عبادة الملائكة الذين يسبحون ويقدسون الليل والنهار، كما قال الله تعالى: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ [الأنبياء:20]، فالملائكة عباد مكرمون: لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أطت السماء، وحق لها أن تئط، فما فيها موضع قدم أو موضع أربعة أصابع إلا وملك لله فيه ساجد أو راكع )، فلا يمكن أن يتدارك البشر عبادة الملائكة، فليس تميزهم عن الملائكة بالعبادة، كذلك لا يمكن أن يساووهم في القوى، فالملائكة ذوو قوة عظيمة نوه الله بها في كتابه، فإنه سبحانه وتعالى قال: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [التكوير:20-21] في وصف جبريل عليه السلام، وقال: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [النجم:6]، (ذو مرة) أي: ذو قوة عجيبة، فقوة الملائكة لا يمكن أن يتدارك بها قوى البشر.

وكذلك الجن أوتوا من السرعة والقوة ما ليس لدى الإنسان، فكان تميز الإنسان بالعلم، ولذلك كان جواب الله للملائكة واضحاً إذ قال: قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة:30-33].

فكانت نتيجة هذه المسابقة نجاح آدم وتميزه، فإنه هنا نجح نجاحاً باهراً حين قال الله له: يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ [البقرة:33]، وهذا النجاح هو سر تميز البشر، لذلك لا بد أن يكون كل أحد من البشر طالباً للعلم؛ لأنه بهذا يتميز، وبالأخص من هذه الأمة التي شرفها الله بأن جعلها أمةً وسطاً خياراً عدولاً؛ لتكون شهداء على الناس، فإذا سمعت ما يتعلق بطلبة العلم فلا تظن أن ذلك مختص بطلاب المحاضر أو طلاب الجامعات، بل الخطاب موجه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فهم جميعاً طلاب علم، بل الرسول صلى الله عليه وسلم هو قائد طلاب العلم، فلم يأمره الله بالاستزادة من شيء وطلبه إلا من العلم، فقال: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه:114]، فكان صلى الله عليه وسلم بذلك طالباً للعلم، وهكذا كل من دونه، فالمؤمنون يسلكون طريق الجنة، وطريق الجنة هو ما يطلب فيه الإنسان العلم، وقد أخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) .

إن الذين يطلبون هذا العلم ويحملونه لا يختارون هذا الطريق لأنفسهم، وإنما يختارونه باصطفاء رباني، واختيار قدسي من عند الله سبحانه وتعالى يختارهم له، فالله سبحانه وتعالى لم يكن ليجعل وحيه بدار هوان، ولم يكن ليأتمن على وحيه المفلسين، فلذلك يختار من أهل كل زمان شهوداً عدولاً ليحملوا هذا الوحي، وليؤدوا هذا العلم إلى الناس، وأولئك الشهود قد اصطفاهم الله سبحانه وتعالى بما أهلهم له من حمل هذه الأعباء الجسيمة التي هيأ لها الرسل من قبل، فجعلهم خلفاء عن الرسل، وأحال إليهم عند الخلاف، وأمر بطاعتهم، فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء:59]، ثم قال: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83]، فقوله: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء:83] أي: أولو العلم، فهم أولو الأمر الذين أحال الله إليهم عند التنازع والخلاف، وأمر بطاعتهم؛ لأنهم مبلغون عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وهم أمناء الله على وحيه، والموقعون عن رب العالمين، وهم القائمون بأمر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في تبليغ رسالات ربه، فإن الله تعالى أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الأبيض والأسود والأحمر، أرسله إلى الناس كافة بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وقد علم الله أن عمر محمد صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز ثلاثاً وستين سنة، لكن بقية عمره بتبليغ رسالات ربه إنما هي في أعمار طالب علمه وحامليه الذين يبلغونه لمن وراءهم، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس في حجة الوداع يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة يوم جمعة، فقام في الناس خطيباً فقال: ( ألا لعلي لا أراكم بعد عامكم هذا، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، ثم قال: ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، فنكت بمسبحته في السماء وقال: اللهم فاشهد، اللهم فاشهد، اللهم فاشهد ) .

وإنه صلى الله عليه وسلم عهد إلى من تحمل هذا العلم أن يبلغه لمن وراءه، ولذلك قال: ( نظر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) .




استمع المزيد من الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - عنوان الحلقة اسٌتمع
خطورة المتاجرة بكلمة الحق 4779 استماع
بشائر النصر 4275 استماع
أسئلة عامة [2] 4118 استماع
المسؤولية في الإسلام 4042 استماع
كيف نستقبل رمضان [1] 3981 استماع
نواقض الإيمان [2] 3937 استماع
اللغة العربية 3919 استماع
عداوة الشيطان 3919 استماع
المسابقة إلى الخيرات 3892 استماع
القضاء في الإسلام 3882 استماع